خص القسنطينيون مرشح جبهة المستقبل باستقبال خاص، جاء بنكهة رياضية في القاعة متعددة الرياضات «علي منجلي»، حيث لم تكف حناجر الشباب الذين حضروا التجمع الشعبي للاستماع إلى برنامجه الانتخابي، عن ترديد شعار: «الشعب يريد عبد العزيز بلعيد»، وحمل بعض الألعاب النارية كـ»العكري».
بمدينة العلم، حثّ بلعيد على ضرورة تجنيد الرجال والنساء للمرحلة المقبلة، من كل الجوانب الأخلاقية والسياسية والعلمية، باعتبار أن الإنسان هو القوة الأساسية لبناء مجتمع قوي، في حين يبقى المال وسيلة فقط لتحقيق ذلك من خلال إعادة الاعتبار للجامعة الجزائرية والبحث العلمي، باعتبارهما قاطرة أي اقتصاد قوي وضمان تسيير مؤسساتنا ومقدراتنا دون الاستعانة بالأجانب. في هذا الإطار، أكد بلعيد تطور الجامعة في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية بعيدا كل البعد عن مهامها كمصدر لإنتاج الكفاءات ومرافقة التنمية الاقتصادية، من حيث الاستشراف والسبق في تقديم المؤشرات وإنتاج البيانات الضرورية للقيام بالدراسات والمخططات التنموية. وبحسب المتحدث، يتعين تحديد بدقة نوعية المعارف التربوية التي يتطلبها كل اختصاص، مع ربط ذلك بالمشروع المهني الذي يوجه له الطالب، ووضع ميكانيزمات وآليات للربط ما بين البحث العلمي وفروع النشاط الاقتصادي والتنموي المرافق، وتشجيع الدراسات المهنية في الجامعات لتحضير الطالب لعالم الشغل، وفق الطلب. وقال بلعيد، إنه يتعيّن أن يكون لدينا برنامج طموح يتمشى وحاجياتنا وتحديد الهدف الاستراتيجي للبلاد والمتمثل في بناء دولة قوية، بدل حصرها في توفير البديهيات المتمثلة في الشغل والسكن، بالإضافة إلى إنه علينا أن نكون شعبا خلاقا متميزا وقوة في العالم، كما كان الحال بالنسبة لأجدادنا.
من جهة أخرى، انتقد ذات المترشح السب والشتم والتشكيك الذي طال رموز التاريخ الجزائري وتحديدا الثورة التحريرية في الصحف الوطنية، داعيا إلى الابتعاد عن الكراهية والحقد والاحتكام إلى الحوار والتفاهم رغم كل الظروف، مشيرا إلى أن المنتقدين للسياسة الحالية لا يعني أنهم أعداء وإنما ذلك من باب الغيرة والرغبة في تحسين الأمور، ومن ثم فإن المستقبل يصنعة جيل الاستقلال، لأنه الأقدر على مواصلة المشوار ولهذا قرر دخول سباق الرئاسيات لأخذ المشعل بعد أن تقدم العمر بمَن قاموا باستعادة الحرية والاستقلال.
جئتكم بقلب مفتوح وأريد ولايتكم
في المقدمة يوم الاقتراع
وبالمسيلة، عاصمة «الحضنة»، كانت المفاجأة، حيث تم مرافقة مرشح الشباب، أمس الأول، بموكب أمني واستقبل أمام دار الثقافة «الشهيد قنفود الحملاوي» وسط أهازيج شبانية أعطت نكهة خاصة، صنعت تفاصيلها الدربوكة بألحان محلية وتصفيقات الجمهور الغفير.
وأمام الحضور، وقف بلعيد أمام سكان مدينة «سي الحواس» و»العقيد عميروش» و»محمد بوضياف»، ليؤكد أن جيل الاستقلال يريد خدمة بلاده دون الاحتكام لأفكار الزعامة والفكر الأوحادي، بل بالحوار بين مؤسسات الدولة والطبقة العاملة والقاعدة، لإيجاد حلول للمشاكل والعمل التشاركي والتسامح، داعيا لمن يريد تكسير حملته «بالهداية»، والتأكيد على أنه جاء بقلب مفتوح ليعرض برنامجه الانتخابي والذي عاد ليكرر التطرق إلى نقطة الشباب والشغل والجامعة والبحث العلمي وواقع الفلاحة.
ودعا مواطني الولاية إلى أن تكون في المقدمة في يوم 17 أفريل، لإيصال جيل الاستقلال إلى موقع القرار، وثقته بإدراك المسيليين في اختيار الأحسن للجزائر، والوصول إلى السلطة بالطرق السلمية للحفاظ على الإنجازات المحققة.