انطلقت، أمس، بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، أعمال القمة الإفريقية العادية 33، تحت شعار «إسكات البنادق وتهيئة الظروف للتنمية في إفريقيا»، وأجمع القادة في خطابتهم على حتمية إرساء الأمن لتحقيق التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي داخل القارة.
أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، في افتتاح القمة الإفريقية بأثيوبيا على أن «القارة الإفريقية بحاجة ماسة إلى الحرية»، مشيرا إلى أن «التوترات في القارة الإفريقية تؤثر على الدول الأعضاء».
ورأى فكي أن الأمر بات يتعلق بأن «نسأل أنفسنا عن الأسباب العميقة» للنزاعات وتقديم «حلول مبتكرة لها تحد من الحل العسكري عبر إرفاقها بإجراءات في مجالات أخرى، مثل التنمية». وشدد على «ضرورة الحل السياسي في ليبيا» وطالب الولايات المتحدة برفع السودان من قائمة الإرهاب.
رفض صفقة القرن
في ملف الشرق الأوسط، أضاف رئيس المفوضية: «نخشى من أن الخطة الأميركية لن تساهم في حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وحول فيروس كورونا، أبدى رئيس المفوضية «تضامن القارة الإفريقية مع الصين. وأعرب فكي عن «القلق من تحول الشباب نحو التطرف».
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: «مكافحة الإرهاب في إفريقيا شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة»، مضيفا أن الشراكة الأممية مع إفريقيا بالغة الأهمية.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن والسلم الإفريقي، وقبيل القمة الإفريقية في أديس أبابا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن الحرب الليبية أسهمت في وصول الجماعات الإرهابية وانتشار الأسلحة.
رامافوزا يستلم رئاسة الهيئة
هذا وسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية، رئاسة الاتحاد للرئيس سيريل رامافوزا، رئيس دولة جنوب إفريقيا. وأكد عبد الفتاح السيسي، أن استمرار النزاعات وزيادة مخاطر الإرهاب والتطرف تعد أساس التحديات أمام القارة الإفريقية.
وكان رامافوزا قد اعترف في نهاية جانفي الماضي، بحجم المهمة التي تقع على عاتق الاتحاد الإفريقي، مذكرا بأن النزاعات ما زالت تحد من تنمية إفريقيا.
وقال في كلمته أمام جلسة الاتحاد الإفريقي، إن جهود التنمية الشاملة في إفريقيا لن تتم دون تحديث للبنية التحتية.
وأكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن ليبيا تشهد تصعيداً خطيراً للأزمة، بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على اندلاع العمليات القتالية حول طرابلس وتعدد مظاهر التدخلات العسكرية الخارجية السافرة والمكشوفة فيها.
وقال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للاتحاد الإفريقي، إن الجامعة العربية وبالشراكة مع الاتحاد الإفريقي قادران على إخراج البلاد من أزمتها ودعم عملية المصالحة الوطنية الجامعة بين أبنائها، داعيا إلى تثبيت الهدنة القائمة والوصول إلى ترتيبات دائمة لوقف إطلاق النار ومراقبته.
لا تنمية بمعزل عن الأمن
وأضاف، أنه لا يمكن إطلاق عملية التنمية الشاملة بمعزل عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، مطالبا بتعظيم العمل المشترك لمعالجة التحديات الأمنية وجذور الأزمات السياسية التي تزعزع استقرار دولنا وتعطل خطط التنمية المستدامة في منطقتنا.
وتنعقد القمة هذا العام بمشاركة إفريقية ودولية واسعة، وتركز على عديد الملفات، أبرزها مبادرة «إسكات البنادق» في إفريقيا، وتهيئة الظروف للتنمية، بالإضافة إلى الإرهاب والأزمة الليبية وتطوير البنية التحتية في إفريقيا.
ويسعى رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في قمة في أديس أبابا، إلى تعزيز مشاركتهم في الوساطات في عدد من النزاعات المسلحة التي تمزق القارة على الرغم من الإخفاقات السابقة.