أطلقت مديرية الموارد المائية بسيدي بلعباس بالتنسيق مع عديد القطاعات مشروعا إستعجاليا لتهيئة القناة الفرعية لوادي المكرة المارة بمحاذاة حي البوسكي، في خطوة إستباقية تحضيرا للصائفة، حيث يعد المشروع كعملية وقائية للحد من إنبعاثات القناة التي تتجمّع فيها المياه المستعملة وتسبّب ضررا بيئيا للسكان بسبب انبعاث الروائح الكريهة جراء تراكم المياه المستعملة داخل مجرى القناة.
يعمل القائمون على المشروع على التلبيس بالخرسانة لقناة تصريف السيول التي تعبر أحياء وتوسعات منطقة سيدي بوعزة الغربي والمجمع السكني 1500 مسكن عدل، كما ستمكّن عملية خرسنة مجرى القناة من القضاء نهائيا على البؤر المحتملة لتكاثر الطفيليات والحشرات الضارة المنتشرة في البرك المائية، التي تعد مصدرا حقيقيا لإنتقال الأمراض المعدية خلال موسم الحر.
هذا ولا تزال أشغال تطهير مجرى وادي المكرة متواصلة، حيث كشفت مديرية الموارد المائية عن وجود 41 مصبا فرديا تجري أشغال إزالتها في الوقت الراهن، حيث يتكفّل بتجسيدها ميدانيا الديوان الوطني للتطهير بتكلفة قدرها 20 مليار سنتيم. كما تحصي ذات الجهة قضاءها على 30 تدفقا من أصل 46 مصبا للمياه القذرة، منها 42 مصبا منزليا على طول الوادي الذي يعبر عاصمة الولاية على مسافة 6,5 كلم، وهي المصبّات التي كانت تضخ أزيد من 250 لتر في الثانية من المياه المستعملة داخل مجرى الوادي، الأمر الذي تسبّب في تلويث القناة وتفاقم الإنبعاثات والروائح المزعجة عبر مختلف التجمعات السكنية التي يمر بمحاذاتها. وفي المقابل تتواصل أشغال مشروع إنجاز 3 محطات رفع المياه المستعملة وتحويلها عبر شبكة مياه الصرف الصحي الرئيسية باتجاه محطة تطهير المياه المستعملة الكائنة بحي الروشي، والحيلولة دون تدفقها عبر واد مكرة. ويتعلق الأمر بمحطة جسر بيري ومحطة حي 800 مسكن على طريق تسالة ومحطة سكن عدل «البوسكي»، وقد رصد لتحقيقها مبلغ إجمالي يقارب 45 مليار سنتيم، على أن يتم أيضا توسعة المحطة الرئيسية التي أنشئت سنة 1993، وتحديث تجهيزاتها لاستيعاب الحجم الذي يتناسب مع التوسع العمراني والسكاني، حيث بلغت نسبة المردودية في معالجة المياه المستعملة بهذه المحطة إلى ما يعادل 92 في المائة، وهو ما يشجّع على توجيه المياه المعالجة لتدعيم السقي الفلاحي.
تجدر الإشارة إلى أنّ مشروع تهيئة ضفاف وادي المكرة، وتحويلها إلى منتجع ترفيهي وموقع سياحي لا يزال حبرا على ورق، بعد أن تمّ خلال السنوات السابقة إطلاق دراسة واسعة للمشروع، حيث تقرّر إستحداث مساحات خضراء وساحات للعب وأكشاك مع تثبيت صخور على ضفتي الوادي بشكل جمالي،ووضع ممرات علوية للراجلين، حيث اقترحت المديرية الوصية آنذاك تمويلا تقديريا للمشروع يفوق 8 ملايير دينار جزائري لإتمام كل الأشغال على مسافة 5 كلم من طول مجرى الوداي.