تصنّف ساحة الشهداء وسط مدينة ورقلة في اهتمامات المجتمع المدني بعد تحولها إلى شبه سوق فوضوي بفعل الانتشار الكبير للتجارة وطاولات الباعة التي تحتل الطريق العام والأرصفة وتتسبب في خلق أزمة مرورية خانقة، ناهيك عما يخلّفه أصحابها من انتشار كبير للنفايات وسط المدينة بشكل أصبح يقلق السكان.
عبّر سكان الأحياء المحاذية لساحة الشهداء عن استيائهم لتفاقم الوضع بعد انتشار هذا النوع للتجارة التي تعدّ من بين الظواهر المنتشرة والمسجلة بشكل ملفت للانتباه، حيث تتسبب في اختناق مروري كبير نظرا لاحتلال طاولات الباعة الطريق والأرصفة انجر عن ذلك من حالة للفوضى وتراكم كبير للنفايات، ناهيك عن الإقبال الكبير الذي يسجّله سوق المدينة القديمة يوميا والذي يصل إلى مئات الزوار يوميا وهو رقم يتضاعف خلال أيام العطل ونهاية الأسبوع.
وفي إطار المساعي التي يبذلها ممثلو المجتمع المدني ومطالبهم المتكرّرة من أجل استرجاع هذه الواجهة المتواجدة بقلب المدينة ونظرا لتمسكّ سكان الأحياء المجاورة لساحة الشهداء برفض ما تخلفه التجارة المنتشرة من مظاهر سلبية على غرار تشويه المنظر العام وتعقيد الحركة المرورية من وإلى الأحياء المجاورة للقصر العتيق بورقلة، خاصة باعتبار تواجد مواقف حافلات النقل على مقربة من ذات الجهة، تحرّك عدد من المتطوعين من المجتمع المدني مؤخرا لتنظيف وإزالة كافة مظاهر التجارة الفوضوية.
من جانب آخر شكّلت خطوة إعادة إدخال بعض خطوط النقل التي تتسبّب في أزمة مرورية على مقربة من سوق المدينة أحد المطالب التي ناشد ممثلو المجتمع المدني بتحقيقها، خاصة أن من شأنها إيجاد حل لمشكلة الازدحام المروري. وحسب تنسيقية جمعيات القصر العتيق، فإنه وطبقا لتعليمات والي ولاية ورقلة سيتمّ إطلاق عملية لإعادة تهيئة محطة حافلات الأروقة بسوق لحجر. كما ستشهد المحطة دخول معظم حافلات النقل إليها لتسهيل حركة المرور وسط المدينة.
وفي إطار تنسيق الجهود بين السلطات المعنية والمجتمع المدني قامت لجنة مكونة من رئيس الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية ورقلة وممثلين عن مختلف المصالح البلدية رفقة الجهات الأمنية بمعاينة ساحة الشهداء للوقوف على وضعيتها الحالية. وحسب معلومات من مصالح بلدية ورقلة، فإن ساحة الشهداء ستستفيد من عملية تهيئة يتمّ الإنطلاق فيها قريبا، كما سيشهد محيط القصر العتيق إزالة لكافة مظاهر التجارة الفوضوية.
يذكر أن جمعيات عديدة بقصر ورقلة العتيق سبق وأطلقت مبادرات بمشاركة بعض المصالح المعنية من أجل تنظيف ساحة الشهداء ومحاولة مواجهة مدّ التجارة الفوضوية للحدّ من هذه الظاهرة التي انعكست سلبا على نظافة المحيط وأدت إلى انتشار العديد من الآفات الاجتماعية وأثارت قلق السكان ولا تعد هذه المبادرة الأولى من نوعها، مما يتطلّب ضرورة تضافر جهود كل الأطراف المعنية للردع والقضاء على هذا المشكل الذي يتفاقم يوما بعد يوم، إلا أن الكثير من السكان يُعلّقون على هذه الخطوة آمالا كبيرة متأملين في نجاعة وفعالية تدخل السلطات المعنية بشكل إيجابي لإنهاء هذا المشكل الذي عانوا منه لسنوات.