تحمل تطلعات الشباب للموعد السياسي الهام يوم استنطاق الصندوق لاختيار رئيس الجمهورية في 17 أفريل المقبل، الكثير من التطلعات السياسية لاسيما الاجتماعية والاقتصادية منها، وينتظرون أن يتعزز سقف الاستقرار الذي ينشدونه وغير مستعدين بالتفريط في كل ما تحقق بعد استتباب الأمن، ويطمح الشباب كذلك إلى التغيير الهادئ والمزيد من المكاسب الاجتماعية على غرار التشغيل والسكن، وتكريس المزيد من العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص،.
قالوا بأن قوة الصندوق ستفصل في فوز أحد الفرسان المترشحين، وخيار الشعب سيكون السيد وقرار الأغلبية سيتوج الفائز بكرسي الرئاسة، متمنين أن تجري هذه الانتخابات في ظروف هادئة وأجواء من الاستقرار وفي ظل النزاهة والشفافية، البعض وجدناه حريصا على متابعة برامج المترشحين ويرى أن الرهان والتحدي يكمن في قوة التجسيد على أرض الواقع، والبعض يستقطبه مرشح معين كون خطابه ينسجم وقناعته، «الشعب» التقتهم في عدة ولايات من الوطن في معسكر و عين تموشنت والبليدة وأدرار، يلتقون جميعهم في التوجه إلى صناديق الاقتراع والانتخاب من أجل الجزائر ويؤدون واجبهم إن لم تقنعهم البرامج بورقة بيضاء.
التشغيل والسكن انشغالات جوهرية
وتحدث أمين بن دحمان 30 سنة بأنه يتطلع إلى التغيير الهادئ وتعديل الدستور بشكل جذري لأنه يتوقع أن يساهم في التغيير الحقيقي وإرساء المزيد من الاستقلالية، وقال أنه كشاب ينتظر أن تتوج الانتخابات الرئاسية المقبلة بتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية على صعيد التشغيل والسكن..و..و..
بينما الشاذلي عبد القادر36 سنة من ذات الولاية وجدناه قد حسم في المرشح الذي سيمنحه صوته بعد اطلاعه على برنامجه عشية انطلاق الحملة الانتخابية الجارية، ومتأكد من أن الانتخاب من أجل اختيار الرجل الذي سيقود الجزائر إلى مرحلة أخرى لاستكمال العمل التنموي، والحفاظ على الاستقرار والأمن المحققين، متمنيا أن لا تتكرر الظروف الصعبة التي شهدتها ولاية غرداية.
ومن جهته، (رشيد.ع) 27 سنة من ولاية عين تموشنت مازال في رحلة البحث عن منصب شغل، لأنه يعمل بشكل متقطع في مناصب شغل موسمية وغير قارة، تارة في الفلاحة وتارة أخرى في ورشات البناء، ويبحث عن الاستقرار في منصب شغل ليواصل إعالة أسرته المكونة من أربع أخوات ووالدته.
ويرى رشيد أن الانتخابات الرئاسية موعد هام ليس على الصعيد السياسي فقط لأنها ستنعكس بفضل البرنامج الذي سيجسده المرشح الفائز بمنصب القاضي الأول في البلاد على الجانبين الاجتماعي والاقتصادي.
ويتقاسم اهتمام السكن العديد من الولايات على غرار عين تموشنت والبليدة ومعسكر، فالسيدة عائشة 38 سنة أم لخمسة أطفال، مازالت تؤجر شقة من ثلاث غرف طيلة 18 سنة كاملة وتنتظر الفرج على يد البرامج السكنية التي تم إطلاقها، وبعفوية أطلقت عبارة» أنتظر من الرئيس المقبل أن يحل أزمة السكن التي نتخبط فيها، ويزيل غبننا ويخفف من نفقات التأجير، وقالت أنها لا تفوت رفقة زوجها أي موعد انتخابي لتأدية واجبها الوطني، وقالت الفارس الذي ينتخب عليه الشعب سيكون أمامه مسؤولية حل أزمة السكن وتوفير المزيد من مناصب الشغل للشباب حتى يزيل قلقهم، ويرفع تخوفاتهم من البقاء في دائرة البطالة.
وفي مدينة البليدة، تساءل مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و36 سنة، ويتعلق الأمر بكل من سفيان وعادل وعزيز وسماح، عن مشروع برنامج عدل 2، حيث لم يخفوا تحمسهم الكبير لمواصلة جميع إجراءات تسديد الشطر الأول، وقالوا أنهم سيتوجهون بحماس إلى صناديق الاقتراع، لأن الانتخاب بالنسبة لهم من أجل الجزائر ومن شأن العملية الانتخابية أن تكرس الاستقرار وتحقق المزيد من الإنجازات على الصعيد التنموي.
تثمين الشهادة الجامعية والبحث العلمي
وقال جمال وهو طالب في دراسات ما بعد التدرج، أنه ينتظر من رئيس الجمهورية الذي سيصوت عليه وينتقيه الشعب بالأغلبية أن يولي عناية خاصة بالبحث العلمي ويساهم في ترقية المنظومة الجامعية حتى تكون في مستوى أداء على الأقل الجامعات على الصعيد الإقليمي والجهوي.
وتضم فائزة 24 سنة صوتها لـ»جمال» من أجل تفعيل أداء الجامعة وتثمين قدرات الكفاءات والاعتماد عليهم في البحث والتسيير في المرحلة المقبلة، وقالت أنها بعد دراستها لعلم الاجتماع سجلت للتحضير لشهادة ليسانس ثانية في تخصص لغات أجنبية، وتمنت لو أن التكوين يكون بحسب ما تتطلبه سوق العمل لأنها منذ سنتين تعاني من البطالة واضطرت للتسجيل للدراسة في شهادة ليسانس ثانية حتى تعزز مسارها التحصيلي بشهادة تتمنى أن توفر لها منصب شغل.
ويترقب المواطنون موعد الانتخابات الرئاسية بالكثير من الوعي، وإن كان التغيير الهادئ وافتكاك المزيد من المكاسب على صعيد تحسين الحياة الاجتماعية من أولوياتهم ، ويتمنون أن رئيس الجمهورية الذي سيزكيه الشعب الجزائري بقوة الصندوق تتصدر أجندة برنامجه التنموي.