ندّد دعاة حماية البيئة في البليدة، باستمرار نهب رمال وادي الحراش في مصدره الموجود بقلب طبيعة سلسلة الأطلس البليدي، بأعالي حمام ملوان، وهوما ينذر بكارثة مرتقبة، للمجزرة التي أصبح يتعرض لها منذ أشهر، داعين الوزارات المعنية إلى التحرك وإيفاد لجان، للوقوف على تخريب الطبيعة في وضح النهار.
استغلت جمعية الأزرق للحماية والدفاع عن المحيط الطبيعي والبيئي في مقطع الأزرق بالبليدة، مناسبة الاحتفالية العالمية بالمناطق الرطبة، لتجدد نداءها على مسامع المسؤولين، بأن وادي الحراش في مصدره بإقليم حمام ملوان، أصبح قاب قوسين أوأدنى من وقوع « كارثة حقيقية «، وأنه ما لم تعجل المصالح المسؤولة، وتردع عملية النهب «المقنن» فإن نهاية الحياة الطبيعية، والقضاء على المكسب الوحيد، الذي يتميز به حمام ملوان.
استغربت الجمعية سكوت الجهات الوصية، عما تتعرض له رمال الوادي وأيضا منبع وادي الحراش، التي أصبحت وشيكة على حدوث كارثة انزلاق للأرض، والقضاء على الحياة المائية والنباتية والبرية، فهي أكيدة ولا مفر منها، متسائلة في الوقت نفسه عن استمرار السكوت، عن مثل هذه المجزرة، والتي أضرت بالطبيعة والحيوان، وحتى بسكان المنطقة.
أضاف ممثل الجمعية بالتوضيح في حديثه لـ « الشعب «، أن استمرار استغلال مساحات ونقاط عديدة بالوادي خارج عن إطاره القانوني، وأنهم حاولوا في أكثر من مرة، اعتراض نهب رمال الوادي، والذي باتت تحدث في وضح النهار، على مرأى ومسمع الجميع، مستغربين في هذا السياق ضرب القرار الوزاري المشترك، بين مصالح الغابات ووزارة الموارد المائية والري، الصادر في العام 2009، والذي يضع وادي الحراش في مصدره بأعالي الأطلس البليدي، وواديي الشفة وجمعة، ضمن 500 وادٍ الممنوع استغلال واستخراج رماله أوطميه، وأن على كل مواطن أوهيئة الامتثال للقانون، وهم في سياق الجريمة التي باتت تتكرر بشكل يومي، يتوّقعون وقوع كارثة انجراف التربة غير مستبعدة، وحادث انجرافها ووقوع انهيار صخري بمنطقة « المقرونات «، لا تزال آثارها قائمة لغاية الساعة، والتي تولد عنها أضرار بالطريق العام، أدى بالمسؤولين إلى تعليق حركة السير عبره، مطلع السنة الماضية 2019.
ناهيك عن إلحاق أضرار بالحياة المائية وبالمياه الباطنية، والتي تم تسجيل نفوق لمئات الأسماك، من نوعي الشبوط والبوري، بسبب عبث الإنسان بالطبيعة، وتسجيل ظاهرة غريبة، منذ سنتين تقريبا، لنفوق أعداد من أسراب طيور الحمام، كما أن فيه أنواعا نباتية باتت في عداد النباتات البائدة، مثل نبات «الدفلى» والمشهورة بهذه المنطقة، وأيضا أشجار الصفصاف، ناهيك عن «الحرائق المشبوهة، والصيد غير المرخص في مواسم تكاثر الطيور والحيوانات البرية النادرة، مستعجلين في خضم المناسبة، والتي يأملون أن يتم تصنيف منطقة مقطع الأزرق « منطقة رطبة «، تبعا للطلب الرسمي المرفوع إلى المصالح الوصية، وإيفاد لجان تحقيق حول ما اعتبروها بالجرائم غير المسكوت عنها، في حق الطبيعة، وأن استمرار العبث بمكسب الوادي، سيقضي حتى على الإنسان بتلك المنطقة، وعلى دورة الاقتصاد والسياحة أيضا.