ألقى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع كلمة بمناسبة زيارته إلى مقر وزارة الدفاع الوطني فيما يلي النص الكامل.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..
بداية اسمحوا لي أن أطلب منكم التفضل بالوقوف دقيقة صمت، على روح فقيد الأمة المرحوم أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع الوطني السابق، وأيضا على أرواح الطياّرين الشهيدين اللذين اُستشهدا ليلة الأمس، في حادث سقوط الطائرة العسكرية التدريبية بأم البواقي..
تحية خالصة لكم جميعا، ومن خلالكم إلى كل أفراد الجيش الوطني الشعبي الباسل، سليل جيش التحرير الوطني، من جنود وصف ضباط وضباط.
لقد أنقذتم الوطن من ويلات سقوط الدولة الوطنية، والعودة إلى مأساة التسعينيات، كما خططت لها قوى الشرّ والدمار.
وحميتم الشعب الجزائري في مسيراته الحضارية، والحضارية الباهرة، في حراك مُبارك، أسقط العصابة التي أوصلت البلاد إلى الرذالة والرداءة، وسلب إرادة الشعب وخيراته التي أنعم الله عليه بها.
وفي تلاحم وتناغم تامّين مع الشعب، أوصلتم الوطن المفدى إلى برّ الأمان، بانتخابات حرة ونزيهة تحت الشعار الشعبي " جيش..شعب ..خاوة.. خاوة".
فشكرا جزيلا على هذا الانجاز الوطني الدستوري الديمقراطي النوفمبري، فأنتم حماة الحمى.
تحية خالصة كذلك، إلى الجنود وصف الضباط و الضباط، المرابطين في الحدود، متحملين كل الصعوبات التي لا يتحملها إلا الرجال الأشاوس، صونا لحرمة هذا الوطن المفدى، وحماية لوحدته الترابية، كما أراده شهداؤنا الأبرار، طيّب الله ثراهم والمجاهدين الأحرار، أطال الله في عمرهم.
لكل هذا، أعاهدكم ألا أنسى تضحياتكم وتضحيات شعبنا الأبيّ، كما لا أنسى في هذا المقام، التكفل بمطالب فئة متقاعدي الجيش الوطني الشعبي وجرحى ومعطوبي المأساة الوطنية، لطيّ هذا الملف نهائيا.
إن ضرورة تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي، ليست أقل أهمية، بالنظر لشساعة بلادنا، في ظل التحديات الأمنية المستجدة بدول الجوار، والتي تستدعي تعزيز القدرات الدفاعية كلما زاد تدفق السلاح في مناطق التوتر المحيطة بحدودنا.
لهذا سنواصل تنفيذ برامج تطوير القوّات، بما تتطلبه من رفع في مستوى القدرات القتالية بشتى أنواعها المسلحة، مع مختلف الشركاء، علاوة على مواصلة جهود الحفاظ على جاهزية العتاد العسكري وتجديده وتحديثه وعصرنته. فهذا ما يضمن من جانب آخر، تأمين مناطق المنشآت الصناعية والاقتصادية والطاقوية الحيوية، لا سيما في الجنوب الكبير.
كما سنعمل على تعزيز تشكيلات الحماية وتأمين كافة الحدود الوطنية مع الدول السبعة المجاورة، بعتاد وتجهيزات متطوّرة، خاصة في مجالات الاستطلاع والحرب الإلكترونية، بما يضمن الكشف المبكّر عن أي تهديد مهما كان نوعه ومصدره.
ليس هذا فحسب، بل سأولي أهمية بالغة، لترقية الصناعات العسكرية بما يزيد من كثافة النسيج الصناعي الوطني وتلبية احتياجات مختلف مكونات القوات المسلحة واحتياجات السوق الوطنية والمساهمة في تطوير الاقتصاد وتوفير مناصب الشغل، من خلال عقود شراكة صناعية جادّة، بين القطاعين المدني والعسكري، بإشراك الجامعات ومراكز البحث والتطوير.
كل هذا، لن يتأتى إلا بتكوين المورد البشري العسكري، إذ سنواصل تحسين مناهج التكوين وتكييف البرامج التعليمية في مختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي، باعتماد أساليب بيداغوجية علمية حديثة، تواكب التطورات التكنولوجية، الحاصلة في جيوش العالم.
إن برامج التطوير والتحديث وتعزيز القدرات القتالية، لا يمكن معرفة مستواها، إلا من خلال التمارين الميدانية، لهذا سنقوم بتنشيط التعاون العسكري مع مختلف شركائنا الأجانب.
وفي الأخير، أعتبر بأنه من الأهمية القصوى، مواصلة التحسيس والتكوين المعنوي الموجه للأفراد، من أجل تقوية الروح الوطنية فيهم والاعتزاز بقيم ومبادئ نوفمبر والوفاء لرسالة الشهداء الأبرار، وصون وديعتهم المتمثلة في الاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية والشعبية للجزائر، وحمايتهم من مختلف الآفات وتأثيراتها السلبية.
تحيا الجزائر..المجد والخلود لشهدائنا الابرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.