رغم الإجراءات التي باشرتها وزارة التربية الوطنية لإنهاء الإضراب في المؤسسات التربوية من خلال تنصيب لجنة للتكفل بالانشغالات ومتابعتها عن قرب، لازالت الإضرابات الدورية مستمرّة عبر الوطن مع تنظيم وقفة احتجاجية وطنية اليوم على مستوى الملحقة الوزارية بالعناصر، للتأكيد على مطالبهم الاجتماعية والمهنية والدعوة إلى فتح حوار.
رفع أساتذة التعليم الابتدائي خلال الوقفات الوطنية التي نظّموها أمام مقرات مديريات التربية عبر الولايات العديد من الشعارات التي تقول «صامدون صامدون وللنّضال مواصلون «، وغيرها من الشعارات التي حاولوا من خلالها إيصال صوتهم إلى الوزارة الوصية علّها تتجاوب معهم في كل ما من شأنه تحسين وتسيير القيام بمهامهم التربوية.
وصرّح ممثل تنسيقية التعليم الابتدائي نسيم بوقايس لـ «الشعب»، أن مطالب الأساتذة ليست مادية محضة كما تروّج له بعض الأطراف، وإنما التأكيد على المساواة في التصنيف بتوحيد المعايير بتثمين الشهادات العلمية ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص، وكذا مراجعة أجور أساتذة الطور الابتدائي لتحسين قدرتهم الشرائية وتخفيض الحجم الساعي، في انتظار تجسيد المطالب الأخرى عبر أجندة متفق عليها بين الطرفين.
وأوضح بشأن البيان الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية للإصغاء والتكفل بانشغالات الجماعات التربوية وأولياء التلاميذ، أنه من المفروض إرساله للمدارس والمفتشين للاطلاع عليه والتواصل بشأنه ومعرفة الإجراءات التي سيتخذها الأساتذة بشأن الحوار مع الوزارة الوصية التي لم تستجب بعد لانشغالاتهم سواء ما هو بيداغوجي «تربوي» أو متصل بالشق الاجتماعي المهني.
وبخصوص الإضرابات، أكد بوقاييس أنّهم وجّهوا إشعارا بالإضراب الدوري لمدة 3 أيام وبالوقفة الاحتجاجية الوطنية المبرمجة كل يوم ثلاثاء من أجل إعطاء الشرعية للإضرابات، التي تختلف حسب استطاعة الأساتذة لكن وفق هدف واحد هو الاستجابة للمطالب المهنية والبيداغوجية المرفوعة.
بدورهم عبّر الأساتذة بولايات مختلفة من الوطن في الصفحة الخاصة لتنسيقية التعليم الابتدائي، أنّهم سيواصلون حركتهم الاحتجاجية إذا لم يتم فتح حوار والنظر بجدية في مطالبهم التي وصفوها بالمشروعة، خاصة ما يتعلق بمراجعة البرامج من أجل تحسين نوعية التعليم والتخفيف من ثقل محفظة التلميذ، وتوحيد معايير التصنيف ومراجعة الأجور في انتظار تحقيق ما تبقى من المطالب.
ووسط ما تعرفه المدرسة من إضرابات دورية واحتجاجات أمام مقرات مديريات التربية بولايات الوطن، يبقى التلميذ يدفع ضريبة إضرابات مجهولة المصير، خاصة أمام التعنت في الجلوس إلى طاولة الحوار مع التنسيقية والاكتفاء بمناقشة الانشغالات مع النقابات التي لا تمثل هذه الفئة بالنظر إلى رفضها تحقيق مبدأ المساواة بينهم وبين أستاذ المتوسط والثانوي في توحيد التصنيف، يقول هؤلاء.