شرعت مصالح الصحة والسكان بولاية تيبازة في تكوين المديرين المناوبين لتنظيم أمثل لمصالح الاستعجالات التي تعزّزت في جزء منها بكاميرات مراقبة للتحكم في مختلف التصرفات غير اللائقة.
في ذات السياق، أكّدت مديرة الصحة والسكان بالنيابة مهدية برنكية على أنّ معظم المصالح الاستعجالية الكائنة بالمؤسسات الاستشفائية مزودة بكاميرات مراقبة لكشف مختلف الحركات والتصرفات غير اللائقة، مع الاشارة الى أنّ بعضا من المصالح تمّ تزويدها بشاشة صغيرة عند مدخلها تؤكّد لكل من يلج إليها على أنّها مراقبة بالكاميرات فيما لا تزال بعض المصالح الأخرى غير معنية بهذه التقنية لأسباب مالية وأخرى تقنية بحيث كانت مديرة القطاع قد أوصت في اكثر من مرّة بضرورة تعميم التقنية عبر كامل المصالح الاستعجالية في بادرة تهدف إلى ضمان التحكم الأمثل في سيرورة المصلحة من الناحية الأمنية مع السهر على إعلام المرافقين بكون الفضاء تحت المراقبة على أمل كبح رغيتهم في التصرّف بطرق غير لائقة.
ولأنّ مصالح الاستعجالات تعتبر الواجهة الرئيسية للمؤسسات الاستشفائية فقد أعدّت مديرية الصحة والسكان برنامجا تكوينيا متخصصا يعنى بتكوين قرابة 70 اطارا معنيا بضمان المداومة الليلية على مستوى الاستعجالات الطبية، بحيث استفاد فوج أول من 12 مديرا مناوبا الأسبوع الفارط من عملية تكوين مركّزة أطرتها أخصائية رئيسية في علم النفس وأستاذين مختصين من خريجي المدرسة الوطنية للادارة، وأشارت مديرية الصحة والسكان إلى أنّ التكوين يهدف الى إعلام المديرين المناوبين بمختلف المهام والمسؤوليات المنوطو بهم والتي تتضمّن ضمان الاستقبال الحسن بالمريض والتكفل به والوقوف على عمليات الاجلاء المحتملة مع السهر على امتصاص مختلف أشكال التوتر المحتملة وايجاد الحلول المناسبة لها في الأزمنة قياسية.
وفي سياق ذي صلة، أعطت مديرة الصحة والسكان بالنيابة بتيبازة مؤخرا تعليمات صارمة لمختلف مسيري المؤسسات الاستشغائية التي تحوز على مصالح للاستعجالات الطبية تعنى بتهيئة المنافذ المؤدية إلى الاستعجالات لمنع دخول المرافقين للمرضى إلى غرف الفحص والتطبيب في بادرة تهدف إلى توفير أحسن الظروف للأطقم الطبية من أجل ممارسة وظائفها.
وأشارت مديرة الصحة والسكان بالنيابة مهدية برانكية إلى أنّ الأطقم الطبية العاملة على مستوى الاستعجالات الطبية عانت كثيرا من الضغط الكبير الذي يمارسه المرافقون والذي يتضمن أوجها متعدّدة تصل إلى الاعتداء اللفظي تارة والجسدي أحيانا أخرى، ناهيك عن عرقلة سيرورة العمل المريح مع المريض، على غرار ما حصل مؤخرا بمستشفى الأم والطفل بعاصمة الولاية أين أخطأت مساعدة التمريض في تحديد موضع امتصاص دم طفل لغرض إجراء تحاليل طبية فتعرّضت لوابل من الشتائم من أولياء الطفل بالرغم من استدراك الخطأ في حينه باعتباره له ما يبرره مهنيا، مع الاشارة الى أنّ ظاهرة التعرّض لعنف المرافقين ليس وليد الأمس واليوم بل تمتد جذورها الى عدّة سنوات خلت شهدت فوضى متعدّدة الأوجه ساهمت الى حدّ بعيد في تعكير أجواء عمل الأطباء والممرضين على حدّ سواء، والأمرّ من ذلك كلّه بروز ظاهرة رفض الأطباء لممارسة الوظيفة على مستوى الاستعجالات في كثير من الحالات تجنيا للتعرّض للاهانة والعنف من طرف المرافقين، كما إعترفت محدثتنا أيضا بأنّ المنتسبين للمؤسسات الاستشفائية ليسوا معصومين دائما بحيث يمكن لتصرفات بعضهم التسبب في بروز حالات للتوتر والفوضى تحت تأثير ضغط العمل ومن هنا جاءت فكرة تكوين المديرين المناوبين لتسيير مختلف هذه الحالات وتأطيرها بالشكل الذي يضمن تكفلا لائقا وشاملا بالمريض الذي يعتبر في كل الحالات محور العملية كلها.
ولأنّ مصلحة الاستعجالات بالعيادة متعدّدة الخدمات لبوسماعيل تتعرّض دوريا لاعتداءات غير مبرّرة من طرف مشاغبين عادة ما يكون الطاقم الطبي ضحية مباشرة لها، فقد استعانت مديرة القطاع مهدية بعناصر الشرطة لتقديم يدّ العون لأعوان الأمن الداخلي بالمؤسسة في كل ما له صلة باستتباب الأمن بحرم المؤسسة، وقد حظيت المؤسسة فعلا باعتماد شرطي عند مدخلها بداية من الأسبوع الجاري، الأمر الذي استحسنته مجمل الموارد البشرية العاملة بها، وبهذه الاجراءات العملية تتطلّع مديرة القطاع الى مستقبل أفضل وأكثر أمنا للأطقم الطبية العاملة وأكثر استعدادا لتقديم خدمات راقية للمرضى على عكس فترات خلت حين كان الأطباء يمارسون نشاطهم تحت طائل الضغط والسب والشتم أحيانا.
أما فيما يتعلق بالتكفل فقد أشارت مديرة القطاع الى أنّ 17 عيادة متعددة الخدمات من بين 24 عيادة عبر الولاية تحوز على مصلحة للاستعجالات الطبية وتحظى كل مصلحة باعتماد 5 أطباء يوميا لممارسة النشاط ضمن فرقتين تتبادلان الأدوار ما بين الليل والنهار، مع الاشارة الى أنّ الأمر يتعلق بأطباء عامين يسهرون على تقديم الاسعافات الأولية الضرورية والأكثر شيوعا في الواقع مع العمل على توجبه المريض لمصالح الاستعجالات للمستشفيات القريبة والتي تحظى بمداومة متواصلة لأطباء متخصصين، كما تجدر الاشارة هنا الى أنّ جلّ العيادات متعدّدة الخدمات الحاضنة لاستعجالات طبية تحوز على تجهيزات خاصة بالكشف بالأشعة بحيث تمّ تجهيزا بعض الاستعجالات بتقنية الكشف المباشر لا يحاج فيها الطبيب للصفيحة الخاصة بالكشف وغنّما ترسل الصورة الى غرفة الفحص مباشرة، ليتم بذلك استدراك مشكل ندرة صفائج الكشف الطبي من جهة وربح الوقت والجهد والمال أيضا.