حقّق المنتخب الوطني لكرة اليد رجال مشوارا مقبولا في الطبعة 24 من نهائيات كأس أمم أفريقيا التي جرت وقائعها بتونس في الفترة الممتدة من 16 إلى 26 جانفي، حيث تمكن أشبال ألان بورت من إستعادة الهيبة الضائعة على الصعيد القاري، من خلال إحتلال المركز الثالث في الترتيب العام، بعدما كان في المركز السادس، خلال الطبعة الماضية.
دخل الخضر المنافسة القارية بعزيمة كبيرة بدليل أنهم حققوا ثلاثة إنتصارات متتالية في الدور الترتيبي لهذه الدورة التي كانت بصيغة مخالفة لسابقاتها، وكان ذلك على حساب كل من زامبيا، الكونغو والمغرب، ما جعلهم يتأهلون للدور الثاني على رأس المجموعة الرابعة بـ 6 نقاط، مع العلم أنهم إحتفظوا بنقطتين كان لهما وزن كبير، فيما بعد حيث أنهم كانوا بحاجة لفوز واحد من أجل بلوغ المربّع الذهبي من المنافسة الأغلى على الصعيد القاري.
تواصلت سلسلة النتائج الإيجابية في الدور الثاني حيث تمكن زملاء المتألق بركوس من الفوز على منتخب جزر الرأس الأخضر، بالرغم من العراقيل التي خلقها هذا الأخير، خاصة في الناحية الدفاعية بحكم طريقة اللعب التي كانت تعتمد على الخشونة والإندفاع، ما جعل التشكيلة الوطنية تضمن التأهل للدور نصف النهائي ومونديال مصر 2021 قبل خوض غمار مواجهة الداربي الكبير بين عملاقي الكرة الصغيرة في القارة، والأمر مع تونس بحكم عدد التتويجات.
بالرغم من الهزيمة ضد تونس في ثاني مواجهات الدور الثاني بفارق ضئيل بسبب غياب الخبرة والتجربة لدى أغلب العناصر الوطنية، إلاّ أن العناصر الوطنية حقّقت الأهم من خلال العودة إلى المربع الذهبي، ليتوّقف بذلك مشوار المنتخب الوطني، بعد الهزيمة الثانية، ضد مصر في لقاء مثير، جزئيات صغيرة جدا صنعت الفارق ليختتم زملاء شهبور المنافسة في المركز الثالث بعد الفوز على أنغولا في اللقاء الترتيبي.
عمل كبير ينتظر الطاقم الفني على رأس الفريق
بالتالي فإن الطاقم الفني على رأس الخُضر ينتظره عمل كبير في المستقبل في الجانب التكتيكي من أجل إعادة روح المجموعة للفريق، بالرغم من تحقيق الأهم من خلال إستعادة هيبة كرة اليد الجزائرية بالعودة للمراكز الثلاثة الأولى بعدما خرجت من الأزمة التي عصفت بها في السابق، بسبب المشاكل الإدارية والصراعات التي كانت بين الأشخاص بدليل أننا لم نشارك في مونديال فرنسا 2017، وحققنا المرتبة السادسة في الدورة الماضية.
يأتي ذلك إنطلاقا من النقاط التي وقف عليها كل من ألان بورت والطاهر لعبان والعمل على تصحيح الأخطاء وإعادة ترتيب الأمور من جديد خاصة في الجانب الدفاعي الذي كان الحلقة الأضعف في هذا الموعد القاري، والذي أثر على النتائج في أغلب الأحيان، خاصة ضد كل من تونس ومصر ما جعلنا نخرج من الدور نصف النهائي، من جهة أخرى فإن روح المجموعة كانت غائبة وسط التشكيلة الوطنية ولم يكن هناك تنسيق بين اللاعبين فوق البساط بما أن أغلب التعداد لم يسبق له المشاركة في البطولة الأفريقية باستثناء بعض الأسماء التي لم تتمكن لوحدها من صُنع الفارق في صورة كل من بركوس، كعباش، عبدي، شهبور رياض، برياح.
بعد عودة كرة اليد الجزائرية لمصاف الكبار قاريا من جديد، بعد دوامة عصفت بها في السنوات الماضية، منذ التتويج بآخر الألقاب سنة 2014، حان الأوان من أجل العمل مع المنتخب المتكون من عناصر شابة تتمتع بإمكانيات فردية عالية من أجل تحقيق الأفضل في المستقبل، بما أننا سنكون على موعد مع عدة منافسات كبيرة في مقدمتها بطولة العالم بمصر وألعاب البحر المتوسط بوهران 2021، كما أننا سنحتضن البطولة الأفريقية لسنة 2024، وهذه المحطة جد مهمة، لأنها مؤهلة للألعاب الأولمبية من ذات السنة، بفرنسا، من خلال الإستفادة من أخطاء الماضي.