تعرف أسعار العملة الصعبة هذه الأيام وخاصة الأورو ارتفاعا قياسيا بالسوق السوداء بمدينة عنابة، حيث تجاوز سعر البيع 154دج ،لـ 1 أورو عند «البزناسة» في حين لا يتجاوز سعره 110دج في المؤسسات البنكية.
خلال جولة ميدانية بالسوق السوداء للصرف بعنابة المتواجدة بحي ابن خلدون المعروف بحي «لاري قومبيطا»، حيث التقينا ببعض «الصرافة» الذين أرجعوا سبب الارتفاع القياسي للأورو إلى نقص العرض وكثرة الطلب، بالإضافة إلى أن الكمية المتداولة بالسوق ضعيفة، وقد أجمع عدد من التجار غير الشرعيين للعملة أن هذا الارتفاع راجع إلى ما تشهده البلاد في ساحتها السياسية خاصة عشية الانتخابات الرئاسية، حيث قال بعضهم أن هناك أطرافا تقوم بشراء كميات كبيرة من الأورو لتوفير السيولة تحسبا لحدوث أي طارئ خلال مرحلة الانتخابات، وهو ما أثر في تداوله في السوق المحلية وجعل سعره يقفز إلى مستويات عليا، ناهيك عن رؤوس الأموال التي تحول الدينار الجزائري إلى العملة الصعبة ليتم الاحتفاظ بالاورو بدل الذهب هذا الأخير الذي يعرف انخفاضا واضطرابا في أسعاره منذ العام الماضي.
كذلك يعتبر الاورو عملة تسهل المعاملات التجارية، بالإضافة إلى أن بعض الزبائن يضطرون لشراء الأورو من السوق السوداء لما تشهده العديد من البنوك الجزائرية من صعوبة تحويل العملة الصعبة ومحدوديتها أثناء عملية الصرف ما يدفع للشراء من السوق السوداء.
وأوضح تجار آخرون أن عددا معتبرا من الجزائريين يحولون الأورو إلى إسبانيا من أجل شراء المنازل و العقارات هناك، وتجدر الإشارة إلى أن الأورو لم يرتفع سعره إلى هذا المستوى منذ سنوات خلت .