بين مؤيد لمترشح ومعارض، لكل طريقته في التعبير عن آرائه على صفحات المواقع الاجتماعية «الفايسبوك» و»التويتر» في الجزائر، حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية التي تدخل اليوم يومها الثالث، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حراكا يعكس التفاعل الكبير مع الموعد المصيري ممثلا في الاستحقاقات الرئاسية لـ17 أفريل الداخل، وذلك بالتعليق على كل ما يحدث في الجزائر.وإذا كان شباب الفايسبوك يختلفون حول المترشحين الستة، فانهم يجمعون بالمقابل على ضرورة التقدم إلى مكاتب الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم، في سبيل اختيار مترشحهم المفضل، انطلاقا من الوعي بأهمية هذه المحطة الانتخابية في المسار الديمقراطي، ولتفويت الفرصة على كل من يتحين الفرصة ويتربص بالجزائر.
الحملة الانتخابية التي يخوضها المترشحون الـ6 عبر التراب الوطني، لم تستثن مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الفايسبوك، حيث جند عدة شباب من قبل المترشحين من أجل إيصال أفكارهم والدفاع عن برامجهم والترويج لها، مؤمنين بأن الشاب هو من يمكنه التواصل مع شاب آخر خاصة على صفحات الفايسبوك نظرا لسرعة انتقال المعلومة، كما أنها جد مفيدة بالنظر إلى أن كل الصور والفيديوهات والتقارير الصحفية تتصفحها جاليتنا بالمهجر، وهو ما دفع المتسابقين على كرسي الرئاسة تخصيص الموارد المادية والبشرية من أجل الترويج لأفكارهم، مجندين بذلك خريجي المعاهد والمدارس الوطنية لشعب الإعلام الآلي، المصورين ومختلف التقنيين في الصوت والصورة لإقناع رواد العالم الافتراضي بالتصويت لهم.
لايهم لمن سيصوت هؤلاء لكن الأهم من كل ما يحدث، هو أننا لاحظنا وعيا سياسيا كبيرا ونضجا من قبل شباب الفايسبوك، الذي لا يقسم إلا بالتنقل وبقوة يوم السابع عشر أفريل القادم إلى مكاتب الاقتراع للانتخاب، وعدم ترك مكانهم شاغرا للآخرين، مؤكدين بأنه تاريخ هام لمستقبل الجزائر، خاصة في ظل التهاب ألسنة النيران في اقليم الجوار وكل الهجمات من الدول الطامعة لرؤيتنا نعود بخطوات للوراء، الهادفة إلى تدمير الجزائر عن طريق زعزعة السلم والأمن الذي ننعم به في السنين الأخيرة.
هذا الوعي والنقاش بين مختلف شرائح النخبة... بين البطال، والعامل البسيط ومدير المؤسسة الذي فتحه الفايسبوك، وبين المؤيدين والمعارضين للتحدث بكل تلقائية وشفافية في إطار الاحترام المتبادل، لدليل على أن الجزائر خطت خطوة كبرى نحو الديمقراطية بعد فتحها للإعلام السمعي البصري منذ سنتين وللإعلام المكتوب في التسعينيات.
كما أن الجزائر تشهد حالة خاصة في تاريخ الانتخابات الرئاسية وحملة من نوع آخر عبر الفايسبوك، بعدما تأكد الجميع بأنه الأداة الأكثر تأثيرا على الجيل الجديد، وأنه متنفسهم الوحيد الذي يعبر فيه الجميع عن آرائهم.