دافع المترشح الحر للانتخابات الرئاسية علي بن فليس عن المشروع الوطني المتجدد الذي يرى أنه قادر على تجديد القدرات وتفعيل المكاسب، ووعد بإقامة حكومة وحدة وطنية مهمتها إعداد دستور توافقي يطرح على الاستفتاء الشعبي، وتعكف على بعث سياسة اقتصادية واجتماعية ناجعة تسد النقائص، مع إرساء اقتصاد بديل يرتكز على الفلاحة والصناعة والسياحة.
دافع علي بن فليس المترشح الحر من القاعة المتعددة الرياضات بولاية معسكر عن برنامجه ومشروع حكومة توافقية، وقال بأنها ستضم حتى أولئك الذين لا يدعمونه اليوم، وأكد بأنه رجل جامع للشعب وليس مفرقا للجزائريين.
وركز بن فليس في أول تجمع له من عمر الحملة الانتخابية على البعد التاريخي لمغازلة الجزائريين، حيث ذكر أنه اختار البداية من مسقط رأس مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر عن قصد وفي يوم استشهاد البطل مصطفى بن بولعيد، ليستحضر بطولات الشعب وعظمة الجزائريين في جميع الحقب الزمنية، مشددا على ضرورة تقدير الشعب صانع البطولات والإكبار به كونه رفيع المستوى وعلى وعي كبير.
ولدى تأكيده على وحدة الشعب الجزائري نفى عن نفسه صفة التفرقة، وذهب إلى القول أنه رجل جامع للشعب الجزائري الذي أنجب الأبطال، واغتنم الفرصة ليوجه سلسلة من الرسائل إلى منافسيه من فرسان المعترك الرئاسي، حتى يبتعدوا عن القذف، لأنه يعتقد أن بناء الدولة لا يتم إلا على القيم وفضائل الأخلاق.
ودافع المترشح الحر صاحب شعار “جميعا من أجل مجتمع الحريات عن برنامجه الرئاسي، الذي كشف أنه أعده بمساعدة خبراء وعلماء في جميع المجالات لبناء جزائر قوية.
ويتصدر برنامج بن فليس المشروع الوطني المتجدد الذي سيعزز المكتسبات حسب تقديره، ويحمل الكثير من الجديد مثلما أشار لجميع الجزائريين، واستحضر النقائص التي قال أن المؤسسات لازالت تعرفها.
ودعا الجزائريين في هذا المقام إلى اختيار الأصلح والأقوم، لأن حسبه عملية انتقائه لن تتحقق إلا بالعودة إلى الشعب السيد، ومن أولويات برنامج بن فليس للمرحلة المقبلة، تعديل الدستور في إطار ما أسماه بالوفاق الوطني، حيث سيعرض إلى نقاش موسع وهادئ يضم جميع الفاعلين من مجتمع مدني وسياسيين واقتصاديين، بقيادة رئيس الجمهورية، ثم يعرض على الاستفتاء الشعبي.
وأثنى بن فليس على كفاءة القضاة معتقدا بأن برنامجه سيضفي المزيد من الاستقلالية على القضاء، وشدد على ضرورة أن يكون البرلمان تمثيليا ومن عمق الشعب وفاعلا في أدائه يقيم أداء الجهاز التنفيذي أسبوعيا ويستدعي الوزراء بشكل دوري ويكون للبرلمان الحق في عزل أعضاء الحكومة وكل وزير لا يثبت جدارته.
ملامح المشاريع الجوهرية التي تضمنها برنامج بن فليس ذكر أنها تكرس في إطار جزائر حرة ديمقراطية، وكشف أنه التقى بالعديد من قادة الأحزاب وتناقش معهم في كيفية بناء الجزائر، والتنافس في خدمتها، ونفى عن نفسه صفة القذف أومحاولة إلحاق الأذى بالآخرين كونه خريج المدرسة المحمدية.
ووضع المترشح الحر إكليل ورد أمام المكان الذي تمت فيه مبايعة الأمير عبد القادر.
وبدا بن فليس خلال التجمع الثاني الذي نظمه بولاية عين تيموشنت واثقا من قدراته على مواجه خصومه السياسيين عندما شدّد على ضرورة استنطاق الصندوق وتكريس التغيير عن طريق الانتخاب.
وقدم انتقادات لاذعة لقانون مكافحة الفساد لسنة 2006 موضحا أنه لو تمنح له الفرصة سيستدعي جميع الصحافيين من القطاعين العام والخاص ويشرح لهم حق اختيار أحسن نظام إعلامي في العالم ليمنحهم أعلى سقف من حرية التعبير.
ودافع باستماتة عن قناعته في إرساء حكومة وحدة وطنية تشارك فيها المعارضة والسلطة لأنه على حدّ تقديره لا حلّ للجزائر بدون وفاق سياسي من شأنه أن يتوج بحكومة ودستور توافقي.