تكريم المجاهد «رابح زيراري»
عرفانا بما قدمه في حرب التحرير الوطني واعترافا للدور البطولي الذي لعبه في هيئة أركان جيش التحرير الوطني، كرمت جمعية «مشعل الشهيد»، أمس، بمنتدى المجاهد زيراري رابح، المدعو الرائد عز الدين، في الذكرى 60 لتأسيس هيئة الأركان ورافع في تدخله من أجل الجزائر التي أنجبت رجالا هزموا القوّة العسكرية الرابعة في تلك الفترة.
قال رابح زيراري، أحد أعضاء هيئة الأركان، أن تأسيسها ارتبط بالجانب الاستراتيجي والتنظيمي للثورة التحريرية ما أدى الى توحيد هيئتي الأركان الشرقية والغربية بهيئة الأركان العامة، عقب قرار اتخذه مؤتمر المجلس الوطني للثورة الجزائرية، المنعقد بطرابلس، يوم 16 ديسمبر 1959، ما وحّد القيادة العسكرية في هيئة، موضحا أن الحكومة المؤقتة أصدرت منشورا حكوميا في 31 جانفي 1960 يتعلق بإنشاء هيئة الأركان العامة ولتباشر عملها في 23 جانفي، وهي قيادة عسكرية باشرت حربا شرسة ضد المستعمر، بعدما كانت تدار من طرف الـخمس ولايات التاريخية، وقد شكلت أربعة أسماء مهمة عضويتها، وهي على التوالي العقيد هواري بومدين رئيسها، قايد احمد المدعو سي سليمان، علي منجلي وزيراري رابح المدعو الرائد عز الدين.
قال هذا الأخير في تدخله إن بن طوبال وبوصوف وعبد الكريم بلقاسم هم من فتحوا الطريق واسعا أمام تأسيس هذه الهيئة بعد خمسة أشهر فقط من تأسيس الحكومة المؤقتة، كاشفا أنها بدأت عملها تحت قيادة بومدين بتنظيم الجيش عبر مختلف مناطق الوطن، أين نصب الفيالق والكتائب من أجل هيكلة جيش التحرير دون أن يغفل عن دورها التنسيقي بين الولايات الخمس، بالإضافة إلى تطوير آليات التموين بالسلاح من الخارج وإنشاء مصالح كالاستعلامات والتدريب، كما استحدث مصلحة للصحة العسكرية والإمداد والتموين بالمؤونة.
في هذا الصدد، صرّح زيراري أن العقيد هواري بومدين كان منظما كبيرا ما انعكس إيجابا على الدور الفعّال الذي لعبته هيئة أركان جيش التحرير لفك الخناق عن الولايات الداخلية، وهوالهدف الاستراتيجي الذي عملت على تحقيقه من خلال إنهاك العدو وتحصيناته الدفاعية.
في هذا السياق، أشار رابح زيراري أن، البعض ممن يجهلون التاريخ خاصة الفرنسيين لا يذكرون أبدا أن المستعمر قام بحرق مليون شجرة وكان سببا في عزل الجزائريين بسبب خطي شال وموريس وأوجد 1 مليون من الأقدام السوداء، بالإضافة إلى 8 آلاف قرية دمرت عن آخرها، وهي مجزرة إنسانية دفعها الجزائريون ثمنا رخيصا أمام تحقيق الانتصار والحرية التي ناضلوا من أجل تحقيقها، منذ أول يوم وطئت فيه أقدام المحتل أرضنا. مشيدا في ذات الوقت بالدور الذي لعبته المرأة في الثورة التحريرية سواء كانت في القرى أومع أخيها الرجل في الجبال. وموازاة مع ذلك تم تكريم المجاهد رابح زيراري.