يتابع المجتمع المدني هذه الأيام الحراك السياسي والحملة الانتخابية بما ستحمله من أفكار وآراء للانتقال بالجزائر إلى عهدة رئاسية قادمة يأمل من خلالها الشعب الجزائري برمته أن تكون مستقرة وفي مصاف الدول المحترمة عن كثب، ولأجل التعرف على رؤية بعض الفاعلين في الساحة الجمعوية اقتربت “ الشعب “ من كريم عبيد رئيس الجمعية الوطنية للوعي والتنمية الاجتماعية والذي خصنا بهذا الحوار.
^ الشعب: كيف ترى جمعيتكم هذه الانتخابات ؟
^ ^ ك. عبيد : مما لاشك فيه أن الجزائر تعيش تحولات كبيرة، وتحديات على الصعيد الداخلي والخارجي، كما أن أنظار كل الجزائريين متجهة نحو تاريخ 17 أفريل، فالأمر يتعلق باستحقاق مهم، ألا وهو انتخاب رئيس للجمهورية من منطلق أن الانتخاب هو وسيلة ديمقراطية للوصول إلى الحكم، وللشعب أن يختار الأصلح لقيادته وفق البرامج والأفكار المطروحة عليه .
^ بادرتم مؤخرا بفكرة التهدئة وعقلنة الممارسة الانتخابية منعا لأي انزلاق .. كيف كان رد فعل المجتمع ؟
^ ^ بالفعل وخلال الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني لجمعيتنا المنعقد بالعاصمة، مطلع مارس أطلقت خلالها الجمعية ثلاث مبادرات، أولها تحت عنوان صناعة الغد، تهتم في جوهرها بالاستشراف وضرورة التخطيط للمستقبل بغية دعوة الجزائريين بكل أطيافهم ومراتبهم وانتماءاتهم إلى نبذ الاختلاف مع ضرورة تجاوز كل الخلافات الشخصية والتاريخية والسياسية والجهوية ، والدعوة إلى رص الصفوف وتوجيه الاهتمام والمجهود الوطني نحو المستقبل والتفكير في بنائه .
لابد في هذا المقام أن نذكر عبر يوميتكم الغراء أن جمعيتنا حديثة التأسيس وكل مؤسسيها من الشباب وواعون كل الوعي بأن الجزائر وبعد مضي خمسين سنة من الاستقلال، مقبلة على تحديات ورهانات تقتضي المشاركة من طرف الجميع ومن دون إقصاء، من أجل بلورة تصور لجزائر الغد أي جزائر ما بعد اقتصاد الريع وقد لاقت هذه المبادرة استحسان وتعاطف شريحة واسعة من الشباب الجزائري بعد أن تلقت الجمعية الكثير من طلبات للانضمام إليها والمبادرة من شتى أرجاء الوطن ومن أولئك الشباب الذين يؤمنون بضرورة صناعة غد أفضل للجزائر.
^ في نظركم كيف يمكن إقناع المواطن للخروج بقوة إلى صناديق الاقتراع ؟
^ ^ العدل أساس الملك ومثلما هو الانتخاب واجب وطني، فهو حق دستوي ومن الحقوق التي تقتضيها المواطنة، وعلى خلاف الانتخابات التشريعية التي لم تعد تلق اهتمام المواطن الجزائري بدليل المقاطعة الكبيرة التي عرفتها الانتخابات السابقة لعام 2012، فإن الانتخابات الرئاسية غالبا ما كانت تستقطب اهتمام المواطن الجزائري لطبيعة نظام الحكم شبه الرئاسي في الجزائري، فالمواطن الجزائري في نظرنا يعلق كثيرا من الأمل على المترشح الحر بوتفليقة ومن خلال برنامجه في تحقيق برامج تنموية تعود عليه بالنفع من التشغيل إلى السكن والحماية الاجتماعية والصحة والتعليم وغيرها من المجالات .
ونحن نرى بأن أحسن وسيلة لإقناع المواطن والذهاب للانتخابات هي المصداقية في الطرح والموضوعية واحترام الحقوق والحريات الفردية والجماعية وتأسيس دولة الحق والمساواة أمام القضاء والنزاهة شرط أساسي لأي مشروع حضاري ومجتمعي .
كما يجب التأكيد أنه بدون العدالة الاجتماعية لا يمكن أن نتصور كيف يمكن إقناع العاطلين عن العمل والذين يعدون بالآلاف وناقمون على أوضاعهم بضرورة الانتخاب، كما لا يمكن تصور إقناع معاق يتقاضى منحة بـ 4000 دج شهريا من أن يمارس واجبه الانتخابي .
^ ما هو الشيء الذي تنتظره جمعيتكم للاهتمام بالجانب الإجتماعي للمواطن ؟
^ ^ نعتقد أن الأهداف التي سطرتها جمعيتنا تصب في العمل على ثلاثة محاور، التنمية البشرية أولا إذ لابد من صناعة الإنسان الذي يمكن المراهنة عليه في قيادة قاطرة التقدم مستقبلا كونه هو المحافظ على المكتسبات وهو الذي ينميها ويصنع مستقبله بيده.
ثم محور التنمية الاقتصادية حيث لابد من التفكير في اقتصاد بديل للاقتصاد الريعي، ولا يتأتى ذلك في نظرنا كشباب إلا بتوفر شروط جوهرية، أولها ضرورة توفر الإرادة السياسية القوية والكف عن النظر إلى الشباب بعين الاستصغار، فمن ميزات الشباب أنه لا ينتظر طويلا .