أبرمت أمس إتفاقية شراكة تعاون وتشاور بين الهلال الأحمر الجزائري ونظيره الليبي، في مجال إعادة الروابط العائلية وتبادل الزيارات، وكذا تشجيع التوأمة بين فروع الهيئتين على مستوى المناطق الحدودية، وتسيير قوافل طبية مشتركة قصد تقديم مساعدات متبادلة وتوفير الرعاية الصحية اللازمة، وكذا الاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية بها.
في هذا الصدد أوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أنه على هامش توقيع الإتفاقية، وهي ليست وليدة الصدفة أوالأحداث وإنما تمخضت عن عدة لقاءات خاصة اللقاء الأخير في جنيف على هامش أشغال والجمعية العامة للإتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر المنعقد ما بين 8 و13 ديسمبر الماضي، قائلة:« ارتأينا أنه من الضروري تجسيد مبدأ أساسي في إطار التعاون الثنائي عبر إمضاء إتفاقية شراكة تعاون وتشاور، بين الهلال الأحمر الجزائري ونظيره الليبي، حرصا من الطرفين على لمساهمة من خلال الفضاء الإنساني بعيد عن كل موقف سياسي أوحزبي».
وأشارت أن الجمعيتين تعملان في إطار العمل الإنساني، وتريد أن تساهم في الحفاظ على كرامة الليبيين من خلال السهر على وحدة وسلامة التراب الليبي، معتبرة اللقاء بالهام يميزه حضور أشقاء يربطنا بهم علاقات تاريخية عريقة عائلية.
وأبرزت بن حبيلس أن، الاتفاقية تنص على تدعيم الشراكة من خلال عدة جوانب منها تبادل التجارب والمعلومات، الإسعافات، تسيير الكوارث، التقارب العائلي، الدبلوماسية الإنسانية، برنامج للقانون الدولي الإنساني، التي تهم الجمعيتين وتعتبر الركيزة الأساسية لنشاط الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمرين، مشيرة إلى أن قوة جمعية الهلال الأحمر الليبي تكمن في قدرته على الإنتشار عبر كل القطر الليبي، وتقديم خدماته الإنسانية إلى جميع الليبيين حيث وجدوا.
مطالبة بضرورة إبرام اتفاقيات ثنائية لجمعيات وأخرى حتى يتخذوا نفس مبادرة الهلال الأحمر الجزائري من خلال إبرام اتفاقيات ثنائية مباشرة، بدون غطاء الاتحاد الدولي للصليب الأحمر، قائلة:« هدفنا إرجاع الاعتبار لليبيا كدولة ذات سيادة وإعطاء كل ذي حق حقه» .
من جهته وصف الأمين العام للهلال الأحمر الليبي مرعي عبد الحميد الدرسي، الجزائر بالعاصمة الإنسانية، موجها رسالة شكره وتقديره للجزائر حكومة وشعبا وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على روح الإنسانية النابعة منه اتجاه الشعب الليبي في الأزمة التي يمر بها، وكذا دور الهلال الأحمر الجزائري وذلك على حرصهم للعمل مع الهلال الأحمر الليبي وفق المبادئ الأساسية للحركة الدولية، باعتبار أن جمعية الهلال الأحمر الليبي هي الجهة المخولة بالتنسيق المحلي والتواصل الدولي وفق القانون الصادر عن البرلمان الليبي، مشيرا إلى أن الهلال الأحمر الجزائري أول جمعية عربية توقع اتفاقية مع الهلال الأحمر الليبي.
ومن أبرز هذه النقاط، تعزيز القدرات بين الجمعيتين عن طريق التكوين وتبادل الخبرات في شتى المجالات، التنسيق وتبادل الخبرات في مجال الهجرة غير النظامية وإعادة الروابط العائلية، التنسيق والتعاون في مجال التوعية بالقانون الدولي الإنساني، وتبادل الزيارات بين الجمعيتين وعقد اللقاءات التشاورية والعمل على توحيد المواقف، والتنسيق في المجالات الإنسانية، تنسيق الجهود بين فروع الجمعيتين المتواجدتين في المناطق الحدودية وذلك لدعم وتنمية هذه المناطق، بالإضافة إلى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية على مستوى هذه المناطق.
علاوة على التنسيق على تسيير قوافل طبية مشتركة بين الجمعيتين لتقديم مساعدات طبية على مستوى المناطق الحدودية، كما تم الاتفاق أيضا على دعم مبادرة جمعية الهلال الأحمر الليبي بخصوص إنشاء شبكة لجمعيات الهلال الأحمر الليبي بشمال إفريقيا، كما التنسيق على إعداد ورشة عمل حول تأثير الأزمات على الوضع الإنساني بالجزائر تشارك فيها الجمعيات إضافة إلى بعض الجمعيات الوطنية بحوض البحر المتوسط.
ونوه بجهود المتطوعين في الهلال الأحمر الجزائري على مساعدتهم في العمل الإنساني أملا في مزيد من التواصل وتبادل الزيارات بين الجمعيتين، كما وجه دعوة لبن حبيلس لزيارة الهلال الأحمر الليبي ولتوطيد العلاقات بين الجمعيتين.
بالمقابل، استعرض مستشار الأمين العام أسامة بوخريس لعشيبي نشاط الهلال الأحمر الليبي كجمعية تطوعية بسيطة لها دور توعوي وتثقيفي باعتبار ليبيا قبل 2011 لم تكن تعاني نزاعات، ليتحول دورها اضطراريا إلى العمل الإنساني والإسعاف للإستجابة لأي طارئ وتقديم الرعاية الصحية والنفسية للأهالي المتضررين وعمليات الإخلاء وتوفير الممرات الأمنية والبحث عن المفقودين نتيجة النزاعات المسلحة، وإدارة الجثامين، وتقديم المساعدات الغذائية بالتعاون مع العديد من الشركاء وغيرها، في هذا السياق إعتبر توقيع الإتفاقية فرصة جيدة لتبادل الخبرات مع نظرائهم الجزائريين.