طباعة هذه الصفحة

بفضل جهود دبلوماسية مكثفة لعبت فيها الجزائر دورا محوريا

الأطراف الليبية تستجيب لدعوات وقف إطلاق النار

جددت الجزائر دعوتها لكافة المكونات ومختلف الأطراف الليبية للعودة سريعا إلى مسار الحوار الشامل وأكدت أنها ستواصل جهودها للوصول إلى حل سياسي سلمي يضمن وحدة الشعب الليبي وسيادته بعيدا عن أي تدخل أجنبي. 

في إطار مساعيها أجرى وفد ليبي بقيادة عبد السلام البدري محادثات مع وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، وكذا مع مسؤولين جزائريين رفيعي المستوى أمس الأول تمحورت حول «الأوضاع التي تشهدها ليبيا حاليا وبحث السبل لتجاوز الأزمة بالطرق السلمية بعيدا عن العنف وعن كل المحاولات لفرض حلول عن طريق القوة العسكرية والحرب».
واندرجت زيارة الوفد الليبي «ضمن جهود الجزائر الرامية لتقريب وجهات النظر بين كافة المكونات ومختلف الأطراف الليبية من أجل العودة إلى مسار الحوار الشامل للتوصل إلى حل سياسي سلمي يضمن سيادة ووحدة الشعب ويضع حدا للأزمة التي يعانيها هذا البلد الجار والشقيق في كنف الأمن والاستقرار، بعيدا عن أي تدخل أجنبي»، كما أوضحته وزارة الشؤون الخارجية.
وما فتئت الجزائر تبذل جهودا على «أعلى مستوى عبر الإبقاء والمحافظة على جسور التواصل مع الأشقاء في ليبيا ومع كل الفاعلين وكل القوى الخيرة في هذا البلد الشقيق لتغليب لغة الحكمة والانخراط في مسار الحوار السياسي الشامل الكفيل وحده بضمان تجاوز ليبيا للأزمة التي طال أمدها».
والجدير بالذكر أن الأطراف الليبية أعلنت عن استجابتها لوقف إطلاق النار عقب مغادرة الوفد الليبي بقيادة عبد السلام البدري للجزائر إثر المحادثات التي أجراها مع وزير الشؤون الخارجية وكذا مع مسؤولين رفيعي المستوى. وأعلن  كل من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، و قوات المشير خليفة حفتر عن التزامهما بوقف إطلاق النار.

قمة إفريقية ببرازافيل يوم 25 جانفي

وقد استجاب طرفا الأزمة الليبية لوقف إطلاق النار بفضل جهود دبلوماسية مكثفة لعبت فيها الجزائر دورا محوريا من خلال استضافتها لوفود عدة بلدان فاعلة في الملف الليبي، كان آخرها وزير الشؤون الخارجية الكونغولي، جون كلود غاكوسو، الذي تترأس بلاده اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا.
شكل هذا اللقاء، فرصة لتقييم الوضع في ليبيا، وتبادل وجهات النظر حول سبل إنهاء الاقتتال والتدخلات الأجنبية، وإنعاش المسار التفاوضي بين الأطراف الليبية، وكذا دور الإتحاد الإفريقي للدفع بعملية السلام في هذا البلد الشقيق بعيدا عن التدخلات الأجنبية.    ويرتقب عقد قمة إفريقية في 25 جانفي الجاري، ببرازافيل لبحث فرص السلام.
وكثفت الجزائر مبادراتها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا، وحرصا منها على البقاء على «مسافة واحدة» من أطراف النزاع في ليبيا، فقد دعت الجزائر إلى «العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات» مع التأكيد على رفض أي تدخل أجنبي في شؤون البلد الجار.
فخلال استقباله رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، جدد الرئيس تبون، التأكيد على «تمسك الجزائر بالنأي بالمنطقة عن أي تدخلات أجنبية»، كما دعت الجزائر المجموعة الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى «تحمل مسؤولياتهم» و»فرض وقف لإطلاق النار».

«ندوة برلين» لصياغة الحل السياسي للأزمة

وأعقبت نداء الجزائر لوقف إطلاق النار في ليبيا دعوة كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين من اسطنبول إلى وقف الاقتتال الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة 12 جانفي الجاري بليبيا. وفي خضم تسريع جهودها الدبلوماسية استقبلت الجزائر خلال الأسبوع الماضي وزراء  خارجية كل من تركيا وإيطاليا ومصر.
تلقى عبد المجيد تبون مكالمة هاتفية من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، استعرض خلالها الطرفان الوضع في ليبيا، وكذا آفاق السلام في ليبيا وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في هذا البلد الإفريقي، وقد وجهت ميركل رسميا دعوة للجزائر لحضور الندوة الدولية حول ليبيا المزمع تنظيمها في برلين، والتي قدمتها منظمة الأمم المتحدة كحل أخير.
كما طالبت الجزائر «الأطراف الخارجية بالعمل على وقف تغذية» الأزمة والكف عن تزويد الأطراف المتقاتلة الليبية بالدعم العسكري الذي يخرق الحظر على الأسلحة الذي أقرته الأمم المتحدة.
وبعد هذه الدعوة، رحب غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالدعوات الأخيرة لوقف إطلاق النار في ليبيا من قبل عدد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، مطالبا جميع البلدان بـ»البقاء خارج النزاع».