عاش العاصميون أجواء بهيجة، بمناسبة حلول رأس السنة الأمازيغية 2970 ، حيث احتفلوا على طريقتهم الخاصة باختلاف عادات وتقاليد المنطقة التي ينتمون إليها، فمنهم من فضّل حضور نشاطات ثقافية فنية تعبر عن مجد صنعه عظماء الأمازيغ وآخرون احتفلوا بيناير رفقة عائلاتهم من خلال إقامة ولائم عشاء ميّزتها أشهى الاطباق التقليدية ومائدة السهرة التي يجتمع حولها جميع أفراد الاسرة كلهم أمل بقدوم عام خير وسلام على الشعب الجزائري.
استقبلت العائلات بالعاصمة، رأس السنة الأمازيغية بعادات وتقاليد مميزة متوارثة عن الأجداد مجدّدين العهد مع الهوية والتراث، من خلال تحضير أشهى وألذ الأطباق التقليدية كالكسكسي و«تيغريفين» والشخشوخة والرشتة والتريدا، بالإضافة إلى تزيين مائدة السهرة بمختلف أنواع الحلويات والمكسرات. تجتمع الأسر على مائدة العشاء لتناول أشهى المأكولات التقليدية، خاصة الكسكسي الذي يعد ملك أطباق احتفالات يناير، مغتنمين الفرصة للحديث عن تاريخ البطل الأمازيغي شيشناق الأول الذي خلد اسمه في هذا اليوم .
من العادات التي ما تزال راسخة أن الأمهات يقمن بوضع أصغر طفل، فيما يسمى بالعامية «قصعة خشبية «ويتم رميه بالحلويات والمكسرات، كما أن أفراد العائلة يروون القصص والأساطير والبطولات التي صنعها عظماء الأمازيغ للأحفاد، محافظين بذلك على هويتهم وثقافتهم وتراثهم، بالإضافة إلى ارتداء الفتيات اللباس التقليدي القبائلي وقيامهن بتوزيع الفال على أفراد العائلة مع تبادل التهنئة «اسقاس امقاس» .
بالمناسبة أكد بعض المواطنين الذين تقربنا منهم أنهم يحرصون كل سنة على الاحتفال بالموروث التاريخي الأمازيغي باعتباره رمزا للهوية، معربين عن تفاؤلهم بقدوم سنة أمازيغية جديدة مليئة بالأفراح والمسرات والخير والسلام للشعب الجزائري، خاصة بعد الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد مؤخرا.
عبروا عن اعتزازهم بماضي الأجداد العريق ورمز الهوية الذي أبرز الموروث التاريخي والحضاري والأمازيغي، مشيرين الى انها مناسبة هامة لتوحيد الشعب الجزائري باختلاف العادات والتقاليد واللّهجات دون تفرقة من أجل تحقيق مزيد من التقدم في كافة الأصعدة وبناء جزائر جديدة.
بحسب بعض المؤرخين فإن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يرمز إلى مرور 2970 عام على انتصار شيشناق على رمسيس الثالث، زيادة على قيامه بفتح مصر وجلوسه على عرشها مؤسسا الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين، وهي الأسرة الأمازيغية التي حكمت أرض النيل، بداية من سنة 945 قبل الميلاد حتى سنة 712 قبل الميلاد، ولكن الروايات والأساطير اختلفت حول التاريخ الحقيقي ليناير.