طباعة هذه الصفحة

ترامب ما زال مستعدا للتفاوض

البرلمان الإيراني: لن نسمح باستغلال خطأ إسقاط الطائرة

أصدر البرلمان الإيراني بيانا، عقب اجتماع مغلق عقده مع قائد الحرس الثوري، أمس الأحد، قال فيه إن إيران لن تسمح للأعداء باستغلال خطأ إسقاط الطائرة الأوكرانية و على متنها 176 راكب. جاء في بيان البرلمان: «لن ننسى أننا في مواجهة شريفة وقوية مع الولايات المتحدة الأمريكية ولن نسمح للأعداء باستغلال خطأ إسقاط الطائرة الأوكرانية». وأكد البيان أن «استهداف الحرس الثوري لقاعدة عين الأسد هزيمة للقوة والهيبة الأمريكية، وهي مطلب لملايين الإيرانيين».

قدم البرلمان شكره للحرس الثوري «لصدقه» في تحمل مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية، وقال: «نعلن دعمنا الحاسم للحرس الثوري كمؤسسة ثورية، ونواصل دعمنا لخططه وإجراءاته في دعم وحماية الشعب ونظام الجمهورية الإسلامية».
أعرب البرلمان عن أسفه لإسقاط الطائرة الأوكرانية وتقدم بالمواساة لأسر الضحايا، ودعا الإيرانيين إلى المشاركة في مراسم تأبينهم.
من جهته، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إن إيران أبدت شفافية لا مثيل لها عبر اعترافها بإسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ، كما اعتبر أن الضربات الإيرانية على أهداف أمريكية في العراق بداية قوية للرّد العسكري على الولايات المتحدة.
 هذا وعلى الرغم من اعترافها بإسقاط الطائرة الأوكرانية خطأ، فإن هذا الحادث المأساوي أثار ردود فعل مستنكرة داخليا وخارجيا، ففي الداخل إرتفعت أصوات مندّدة بالتأخير في إبلاغ الرأي العام بالأسباب الفعلية للتحطم، ونظم بعض الطلبة وقفات لتكريم ضحايا الطائرة الاوكرانية مطالبين باستقالة المسؤولين عن إسقاطها  وعن التغطية على الحادث ومحاكمتهم.
كعادته دخل ترامب على الخط، وحذر طهران من مواجهة أي إحتجاجات في الداخل ، فيما دعتها الولايات المتحدة إلى الاعتذار عن احتجاز السفير البريطاني لديها، والتي أوقفته لمدة وجيزة متهمة إياه بـ»تحريض» المتظاهرين.
من ناحية ثانية، قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إن عرض إدارة ترامب الخاص بالتفاوض حول اتفاق نووي جديد مع إيران دون أي شرط مسبق ما زال قائما. وأضاف إسبر، أمس الأحد، أن واشنطن لا تتوقع المزيد من العمليات العسكرية الإيرانية انتقاما لمقتل قائد «فيلق القدس» السابق، قاسم سليماني، مضيفا أن الحكومة الإيرانية قد تكون مهدّدة من الداخل، إثر اعترافها بإسقاط طائرة مدنية أوكرانية.

 لم نوصِ المقاومة في المنطقة بالرّد

 على صعيد آخر، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن طهران لم توصِ قوى المقاومة في المنطقة بالرد نيابة عنها على اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني. وأضاف ربيعي: «الولايات المتحدة قلقة من انتقام قوى المقاومة في المنطقة، وتبلغنا بوسائل مختلفة بقلقها هذا»، منوّها بأن إزالة المخاوف الأمريكية من قوى المقاومة يكون عبر خروجها من المنطقة.
كان الحرس الثوري الإيراني، أعلن الأسبوع الماضي، استهداف قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها قتلته في غارة قرب مطار بغداد قبل أيام.

 دور إسرائيل في اغتيال سليماني

أفادت شبكة إخبارية أمريكية بأن الاستخبارات الإسرائيلية ساعدت الولايات المتحدة في التخطيط لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد. ونشرت الشبكة الأمريكية تقريرا سلط الضوء على تفاصيل تخطيط وتنفيذ إدارة الرئيس دونالد ترامب للعملية التي أحدثت صدى واسعا وأسفرت عن تصعيد حاد للوضع المتوتر في الشرق الأوسط، وذلك نقلا عن شخصين على دراية مباشرة بتفاصيل العملية ومسؤولين أمريكيين مطلعين آخرين.
ذكر التقرير أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانت على دراية دقيقة بوقت إقلاع الطائرة التي غادر سليماني على متنها دمشق إلى بغداد بآخر رحلة له، بفضل معلومات تلقتها من مخبرين في مطار العاصمة السورية.
تابعت الشبكة: «معلومات استخباراتية من إسرائيل ساعدت في التأكد من التفاصيل»، دون شرح مزيد من المعلومات عن دور تل أبيب في اغتيال الجنرال الإيراني البارز.
أفاد مسؤولون أمريكيون للشبكة بأنهم كانوا يتابعون تحركات سليماني في المنطقة على مدى أيام قبل اغتياله.