توقّعت مديرية المصالح الفلاحية لولاية بومرداس تسجيل إنتاج قياسي لشعبة الحمضيات هذا الموس، الذي تتواصل فيه عملية جني المحصول إلى غاية شهر مارس تقريبا، حيث ينتظر إنتاج ما يقارب 500 ألف قنطار من مختلف أنواع هذه الفواكه الموسمية واسعة الاستهلاك، ممّا ساهم في استقرار الأسعار وانخفاضها إلى مستوى يبقى في متناول الفئات الاجتماعية.
شهدت مساحة شعبة الحمضيات بولاية بومرداس قفزة نوعية خلال المواسم القليلة الماضية بسبب الإقبال المتزايد من قبل الفلاحين على هذا النشاط المربح، الذي ظل إلى جانب إنتاج عنب المائدة من الأنشطة الفلاحية الأكثر نشاطا منذ عقود، ورغم حالة التقلص التي عرفتها في مرحلة سابقة وفقدان مساحات هامة لصالح شعبة الكروم، إلا أن نشاط الحمضيات بكل أنواعه عاد ليحتل مكانة متقدمة بفضل توسع المساحات المزروعة بمعدل 100 الى 200 هكتار سنويا، وهو ما سمح بارتفاع المساحة الإجمالية المغروسة إلى 2634 هكتار من مجموع المساحة الفلاحية الصالحة للزراعة المقدرة بـ 63 ألف هكتار.
هذا التطور الملحوظ في زراعة أشجار الحمضيات ساهم بشكل أساسي في ارتفاع كمية الإنتاج من سنة إلى أخرى، قاربت هذا الموسم 500 ألف قنطار بمعدل إنتاج وصل إلى 220 قنطار في الهكتار الواحد بفضل ازدياد نسبة الاهتمام بهذه الشعبة من قبل الفلاحين والقائمين على القطاع خاصة من حيث المرافقة وإدخال التقنيات والوسائل الحديثة ومتابعة مراحل الإنتاج وتكثيف استعمال المبيدات وإدخال أصناف جديدة من الفواكه الصغيرة من اسبانيا والبرتغال التي تتلاءم مع المناخ المعتدل منها الكليمونتين، «اوروغراند» و»نولاس» التي تقدم إنتاجا في حدود ثلاثة إلى أربعة سنوات، إلى جانب الأنواع التقليدية المعروفة «كواشنطن نافال» و»طومسون نافال» الأكثر انتشارا بالولاية.
هذا وتبقى فضاءات فلاحية معروفة كبلدية حمادي، خميس الخشنة وبلديات سي مصطفى، سيدي داود وبغلية من أهم المناطق المعروفة بإنتاج الحمضيات بولاية بومرداس، الأمر الذي ساهم في ارتفاع كمية الإنتاج من سنة إلى أخرى ما أثّر إيجابا على الأسعار المتداولة حاليا في الأسواق المحلية، حيث تعرف سعر البرتقال بالخصوص انخفاضا مستمرا وصل إلى حدود 60 دينار و150 دينار بالنسبة للنوعية الرفيعة، في حين يبقى سعر المندرين يتراوح ما بين 120 إلى 180 دينار.