طباعة هذه الصفحة

تشكّل خطرا صحيّا وبيئيّا بعين توتة بباتنة

34 محجرة بالطّريق الوطني رقم 3 تهدّد السكان

باتنة: حمزة لموشي

تتواصل معاناة ساكنة بلديتي عين التوتة ووادي الشعبة خاصة القطب العمراني الجديد حملة 03، بولاية باتنة، مع ظاهرة التلوث البيئي بسبب المحاجر الكثيرة الموجودة بالطريق الوطني رقم 03، حيث أصبح الغبار المتطاير من المحاجر ومخلفات التفجيرات يهدّد الصحة العمومية للمواطنين.

 أكّد السكان أنّهم راسلوا الجهات المعنية في عديد المناسبات لضبط عملية التفجيرات الكثيرة والأسبوعية بالجبال المحيطة بهذه المحاجر، غير أنّ الأمور بقيت على حالها بسبب ما وصفوه بنفوذ أصحاب هذه المحاجر، رغم تسجيل مصالح مديرية البيئة لولاية باتنة لعدة خروقات في عمل هذه المحاجر، وعدم التزامها التام بشروط حماية الصحة العمومية.
وأشارت مصادر من مديرية البيئة المسؤولة قانونا عن عمل هذه المحاجر، لقيامها بعدة خرجات ميدانية رقابية لوضعية المحاجر، مؤكّدة صعوبة ذلك، الأمر الذي دفع بها لاستصدار قرارات بغلق محجرتين وتوجيه إعذارات لمسيّري خمس محاجر أخرى منذ مدة ليست بالبعيدة.
وحسبما أفادت ذات المصادر، فإنّ عملية الغلق وتوجيه الإعذارات، جاءت نظرا لعدم استجابة مالكي هذه المحاجر للمعايير المعمول بها المتعلقة بالحفاظ على البيئة والصحة العامة، حيث جدّدت تأكيدها في ردّها على انشغالات السكان  حرصها الدائم وسهرها المستمر على ضمان نجاعة عمليات المراقبة الفجائية الدورية التي تقوم بها بين الحين والآخر، للوقوف على مدى مطابقة عمل المحاجر لدفاتر الشروط المعمول الخاصة بها.
ومعلوم أنّ الطريق الوطني رقم 03 في جزئه الرابط بين بلديتي وادي الشعبة وعين التوتة، يشهد تواجدا مكثّفا لـ 34 محجرة مترامية الأطراف، على مسافة تزيد عن 23 كلم، وهي المحاجر التي تشكّل مصدر قلق واستياء للمواطنين، خاصة الذين يقطنون بالقرب منها، على غرار سكان رأس الماء بعين التوتة، الأبيار، الغجاتي، لمبريدي، حملة 03 وغيرها، إلى جانب مستخدمي الطريق الوطني الحيوي الرابط بين باتنة وعين التوتة.
وتسبّب عمل هذه المحاجر، في العديد من المرات، في وقفات عارمة قام بها السكان للفت نظر المسؤولين المحليين والولائين حول مخلّفات المحاجر خاصة في الفترة الصباحية، حيث تتشكّل كميات كبيرة وكتلة ضخمة من الضباب الناتج عن غبار المحاجر، والذي يحجب الرؤية عن السائقين ويتسبب في اختناق مروري كبير.
كما ندّد فلاحو المنطقة بتراجع منسوب المياه الجوفية نتيجة التفجيرات المستخدمة في توسيع المحاجر، بالإضافة إلى تأثير نشاطها على الفلاحة بالمنطقة من خلال تراجع الغطاء النباتي دون الحديث عن التصدعات والتشققات التي تخلفها التفجيرات القوية على منازلهم.
وكانت مصالح بلدية عين التوتة التي تتواجد أغلب هذه المحاجر بإقليمها، قد أكّدت عدم جدوى تواجدها كونها لا تستفيد من أي عائدات مالية منها، مقارنة بالاحتجاجات الكثيرة للسكان على عملها، في حين أكّدت مصالح الصناعة والمناجم على أهميتها الاقتصادية، مؤكدة بدورها على ضرورة وأهمية إخضاعها الدوري للرقابة للحفاظ على البيئة.