صنع الثنائي بلايلي وبونجاح الحدث خلال كأس إفريقيا الماضية، حيث ساهم الثنائي بشكل ملحوظ في النتائج التي حقّقها المنتخب الوطني من خلال التسجيل أو صناعة الاهداف، ورغم أن الاضواء كانت مسلطة على محرز إلا أن بلايلي وبونجاح صنعا الحدث وكانا بمثابة المفاجأتين السّارتين لـ «الخضر» في «الكان».
كان هجوم المنتخب الوطني من الخطوط التي صنعت الحدث في نهائيات «كان 2019» بمصر، حيث عرف كيف يمنح الإضافة اللازمة بتحليه بالفعالية وحسم النتائج الفنية بالأداء والنتيجة.
لم يمر تألق بونجاح وبلايلي مرور الكرام على بلماضي، حيث وضع فيهما الثقة ليكونا فيما بعد قطعة أساسية في تشكيلة المنتخب بعد أن أصبحا من نقاط القوة التي يعتمد عليها.
وإضافة على تزعّمه الصدارة بـ 13 هدفا كاملا، فإن الهجوم صنع التميز أيضا بلمسات جمالية جمعت بين الإبداع والإقناع، وصنع الفارق في لحظات حاسمة علما أن الخط الهجومي سجّل حضوره هذه المرة في جميع الأوقات، فمثلما سجّل في الشوط الأول فقد حسم عدة مباريات حاسمة خلال المرحلة الثانية، كما كانت الأهداف مزيجا بين الجهود الجماعية والأعمال الفردية، وكذا الاستثمار في الكرات الثابتة.
ومن حسن حظ بغداد بونجاح، فإن منافسة كأس أمم إفريقيا شهد تألق الجناحين يوسف بلايلي ورياض محرز كصانعي لعب وكهدافين، ومن خلفهما آدم وناس كما أن إسلام سليماني كان خارج الإطار وآندي ديلور لم يتأقلم بعد مع «الخضر»، ولم يحصل على فرص كثيرة وإلا لوجّهت له الانتقادات.
ونجح بغداد بونجاح الذي بلغ به التألق في الدوري القطري المتوسط المستوى، بعد أن سجل سبعة أهداف في مباراة واحدة قبل أن يصطدم بدفاعات إفريقية أقوى من الدوري القطري وأضعف من الدوريات القوية لأن غالبية مدافعي المنتخبات الإفريقية مكونة من لاعبين محليين وليسوا محترفين كما هو الشأن بالنسبة للاعبي كوت ديفوار الذين لا يلعبون في أوروبا.
وكان بونجاح يصنع لنفسه غالبية الفرص، ويعجز عن تحويلها إلى أهداف ومع مرور السنوات فإن بطاريات بغداد بونجاح سيقل أداؤها بنفس الطاقة التي يبذلها في الصراعات الثنائية، وفي حربه على الكرات العالية ويصبح البحث عن بديل قوي وليس منافس فقط ضرورة.
ونفس الامر انطبق على يوسف بلايلي، الذي عاد من بعيد واستطاع استرجاع الصورة المضيئة التي صنعها لنفسه عقب انتقاله الى الترجي ومن ثم الى اتحاد العاصمة أين كان أفضل لاعب في البطولة بدون منازع، وهذا بفضل المستوى الكبير والتأثير الايجابي في النتائج التي حققها فريقه.
وكانت كأس افريقيا المتنفس الحقيقي للاعب، خاصة أنه دخل المنافسة بكل ثقة بعد أن نال ثقة بلماضي الذي راهن عليه رفقة بونجاح لقيادة الهجوم مع تواجد لمسة محرز، وهو ما جعل هجوم الفريق يظهر بشكل افضل ويشكّل تهديدا حقيقيا لكل المنتخبات التي أصبحت تحسب ألف حساب لمواجهة المنتخب.
تألق بونجاح وبلايلي كان نابعا أيضا من التفاهم الكبير والعلاقة القوية التي كانت ولا زالت تربط اللاعبين لحد الآن، حيث انعكست هذه العلاقة إيجابا على مستواهما على ارضية الميدان.
وبعد كل هذا وجب التنويه، إلى أن وصول المنتخب الجزائري تحت مظلة جمال بلماضي بسرعة إلى القمة الإفريقية يعني وجوده مستقبلا أمام تحديات صعبة ومعقّدة، وأولها الدفاع عن لقبه القاري في بلد صعب وهو الكاميرون، وإعادة المغامرة ستكون شاقة جدا كما أن التحدي الأكبر هو العودة إلى المونديال الذي يبقى حلم الجزائريين.
وتتطلّب هذه التحديات لاعبين من طينة بغداد بونجاح من حيث الروح القتالية، والتواجد البدني طوال التسعين دقيقة، ولاعب متطور بشكل كبير مع المنتخب مثل بلايلي.