الصناعة العسكرية حفظت كرامة وسيادة الجزائر
وزارة وبنك للنهوض بالمؤسسات الناشئة
شدّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لدى إشرافه، أمس، على افتتاح معرض الإنتاج الجزائري بقصر المعارض رفقة الوزير الأول صبري بوقادوم ووزير التجارة سعيد جلاب على التوجه للقطاعات المستحدثة لمناصب الشغل والكف عن الإستيراد وكذا استرجاع مكانة الصناعة الحقيقية في الجزائر، مشيدا بنموذج مؤسسة الجيش الوطني الشعبي في الإنتاج الصناعي التي كما توضح حفظت كرامة وسيادة الجزائر بالإعتماد على إطارات والتخلي عن الإستيراد.
استغل تبون أول خرجة ميدانية له عقب تنصيبه رئيسا لبعث رسائل مستنهضة للهمم للمتعاملين الاقتصاديين والشباب وأخرى مطمئنة للإستمرار في دعم المستثمرين الشباب، حيث كشف عن استحداث وزارة خاصة للمؤسسات الناشئة وبنك لتمويلها مع زيادة عدد الحاضنات عبر الولايات، وهذا ما التزم به خلال حملته الإنتخابية بتسليم المشعل للشباب لأنهم مستقبل الجزائر، ويعول عليهم في تطوير الإقتصاد الوطني سواء في مجال الصناعة أوالتكنولوجيات الحديثة، خاصة وأنه على دراية بهذه المؤسسات ومشاكلها.
وفي حديث مع بعض شباب المؤسسات الناشئة العارضة، دعاهم للقيام بالدور المنوط بهم مع الدولة لدفع المشاريع المبتكرة والعمل بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للتقييس ووزارة التجارة والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب وإنشاء شبكة جزائرية الحاضنات، مؤكدا أن سنة 2020 ستكون سنة المؤسسات الناشئة وأنه سيدمج الحاضنات الخاصة التي ستساعد على امتصاص البطالة.
بالمقابل ركز تبون في أول لقاء له مع المتعاملين الاقتصاديين على القطاع الصناعي باعتباره قاطرة النمو الاقتصادي في خلق مناصب الشغل وامتصاص البطالة، وكان أول جناح وقف عنده مطولا رفقة الطاقم الحكومي هو جناح وزارة الدفاع الوطني من خلال مختلف منتوجاتها في صناعة الألبسة والسيارات والشاحنات وكذا قطع الغيار وغيرها، حيث تسعى للتموقع في السوق الوطنية والتفكير في التصدير.
في هذا الصدد، أعرب الرئيس عن إفتخاره بالإنتاج الصناعي الذي تقدمه مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، قائلا: «أنتم حافظتم على الكرامة والسيادة الوطنية ولم تستوردوا، جنودنا يلبسون إنتاجا وطنيا من الحذاء إلى القبعة وهذا شيء نفتخر به»، أملا في أن تقتدي المؤسسات الأخرى بنموذج مؤسسة الجيش التي تتميز بالانضباط، الالتزام والوطنية.
وأضاف تبون أن هذا يجب أن ينعكس على الصناعة الوطنية، وتوسيعها للصناعة المدنية خاصة في مجال إنتاج قطع الغيار الذي يكلف كثيرا، منتقدا النماذج السابقة في التصنيع في مجال تركيب السيارات والتي أظهرت فشلها وأدت إلى تبذير العملة الصعبة والدينار الجزائري طيلة سنوات دون أن تحقق قيمة مضافة، حيث أننا كما قال «لم نصل إلى 10٪ من نسبة الإدماج»، واصفا إياها بالإستيراد المقنع من أجل تبذير الأموال، قائلا: «هذه لا نسميها صناعة، قلتها وأنا على يقين أن الصناعة الميكانيكية الوحيدة الموجودة في الوطن هي صناعات الجيش الوطني الشعبي، لأنكم أخذتموها من جانب الجد».
في هذا السياق، أشار إلى أنه لا توجد معجزة في التصنيع يكفي فقط التحضير المدروس لبلوغ هذا النموذج، الذي نبحث عنه سواء على مستوى مؤسسة الجيش أم المستوى المدني، مضيفا أنه إن كانت هناك صناعة يجب أن تعود بالخيرات على البلاد وعلى الشغل من خلال المناولة الوطنية، لخلق آلاف مناصب الشغل، مشددا على بلوغ نسبة إدماج للإنتاج الوطني بنسبة لا تقل من 60٪.
وأبرز تبون وجود قدرة على تحويل نموذج الإنتاج الصناعي للمؤسسة العسكرية، إلى نموذج مدني، في مجالات أخرى سيارات، حافلات، سيارات إسعاف، أملا في الإقتداء بالمؤسسة العسكرية في هذا المجال، وأن يكون العمال واعون الوقت حان لأن تسترجع الصناعة مكانتها في الجزائر، قائلا: «نحن تعلمنا الإستيراد ولم نتعلم كيفية الإنتاج والتصدير، يجب تغيير الذهنيات»، مشيرا إلى أن تقديم مساعدات غير عقلانية للإنتاج الوطني أفضل بكثير من الإستيراد، بحكم مضاعفة وجود وخلق مناصب الشغل، هذا الأخير هو مشكلة كل الدول المتقدمة والعربية، مطالبا بضرورة التوجه نحو القطاعات المستحدثة لمناصب الشغل والقيمة المضافة للإقتصاد الوطني.
وأعرب الرئيس عن استعداد الدولة لتقديم مساعدات للإنتاج الوطني لأقصى الحدود، وإيقاف الإستيراد قائلا إنه لا يلوم الأشخاص وإنما يلوم كيفية الإستيراد بما فيها الأمور «غير الأخلاقية» في هذا المجال.
ولدى وقوفه على جناح المؤسسة البحرية، طالبهم تبون بمحاولة إنجاز سفن كبيرة للصيد للسماح للصيادين المحترفين بتزويد الجزائر بالسمك وتحقيق الاكتفاء، وذلك عن طريق شراكة جادة، قائلا إنه بعد سنوات من الإستقلال حان الوقت في 2020 للذهاب إلى أعالي البحار لاصطياد السمك حيث يتواجد بكثرة، مضيفا أن كل الآمال معقودة على البحرية لريادة هذا المشروع الذي يسمح بالشروع في تحقيق الإكتفاء من هذه المادة.
وبجناح مجمع «صيدال» لصناعة الأدوية، دعا الرئيس إلى رفع الإنتاج الوطني من الأدوية بأكثر من 40٪ على مستوى السوق الوطني في 2020.
تنظيم غرف التبريد وإنشاء مؤسسات تخزين بالموانئ
وبجناح الصناعة الغذائية، دعا المتعاملين لحماية الإنتاج الوطني من الخضر والفواكه بالحد من استيراد هذه المواد، مع ضرورة تنظيم غرف التبريد وإنشاء مؤسسات ذات طاقة تخزين معتبرة على مستوى الموانئ كي لا تتلف السلع.
وبجناح الإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين وفيدرالية الخبازين، حيث وقف مطولا مع رئيس إتحاد الخبازين واستمع لشروحات، دعا للحد من ظاهرة تبذير الخبز التي اعتبرها إهدارا للعملة الصعبة، والتي تندرج في إطار ترشيد النفقات وإعادة النظر في المواد المستوردة لتشجيع الإنتاج المحلي وتقليص الإستيراد، وفي مجال السكن دعا لتسريع وتيرة البناء وتحسين نوعية السكنات.
فتح المطارات غير المستغلة
وبجناح شركة الخطوط الجوية الجزائرية، شدد على مسؤولي المؤسسة ضرورة إقامة شراكة، وفتح كل المطارات الجزائرية غير المستغلة في 2020، ورفع عدد الرحلات الداخليه لا سيما لفائدة المرضى إستجابة لعدة طلبات خاصة من سكان الولايات الجنوبية الذين يعانون بعد المسافة وغلاء التذكرة، ما يجعل المرضى يضيعون فرص العلاج في الوقت المناسب، داعيا لتحمل مسؤولياتهم.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس «من غير المعقول بناء عدة مطارات وتركها مغلقة، لابد أن تخفف عن معاناة المواطن الذي أرقه التنقل»، مضيفا أنه إن استدعى الأمر الذهاب إلى حد إنشاء مؤسسة أخرى بالنسبة للرحلات.
وزارة خاصة بالمؤسسات الناشئة والمصغرة
أعلن الرئيس تبون، أمس، عن استحداث وزارة خاصة بالمؤسسات الناشئة والمصغرة إضافة إلى إنشاء حاضنات في جميع المدن الكبرى للوطن.
وأشار رئيس الجمهورية خلال افتتاح الطبعة 28 لمعرض الإنتاج الوطني قائلا «سنعمل على استحداث أكبر عدد من الحاضنات على مستوى جل المدن الكبرى للبلاد والتي ستكون تابعة لوزارة المؤسسات الناشئة والمصغرة».