طباعة هذه الصفحة

لوقف المجازر الوحشية ضد المسلمين بجمهورية إفريقيا الوسطى

بان كيمون يستعجل نشر قوات حفظ السلام

س/ناصر

تعرّض مسلمو جمهورية إفريقيا الوسطى إلى التصفية العرقية والتهجير القصري للآلاف منهم، وهو الفعل الذي يعيدنا إلى تجارب الحروب الدينية في العصور الوسطى والمجتمع الدولي لا يحرّك ساكنا، باستثناء دعوة بان كي مون لنشر الجنود الأمميين والتي جاءت متأخرة جدا.
تتغنى الأمم المتحضرة، لاسيما الغربية منها، بالحرية والعدالة والمسؤولية من أجل الحماية، لكنها بقيت في موقف المتفرج أمام إبادة وتهجير الآلاف من مسلمي إفريقيا الوسطى، وهذا ما أكدته منظمة العفو الدولية في آخر تقرير لها في فيفري الماضي، والذي جاء فيه أن الهجمات ضد المسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى، ارتكبت بقصد صريح هو التهجير القصري لهم واعتبرتهم الميليشيات المسيحية بمثابة أجانب غرباء وخيّرتهم بين القتل أو مغادرة البلاد.
ولعل ما يثير الفزع والاستغراب، أن عمليات التهجير القصري تمت بمباركة ومشاركة الحكومة، بينما بقيت قوات «السلام» الفرنسية لا تحرّك ساكنا، إنه وضع مأساوي انشغل عنه العالم الإسلامي بسبب الأوضاع التي تعرفها أغلب بلدانه من الدول الإسلامية والعربية.
فقد تم تهجير نحو ٦ ألاف مسلم، رغم أنهم يمثلون ١٥ بالمائة من مجموع سكان جمهورية إفريقيا الوسطى، فهم يمثلون أقلية، وقد طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم الجمعة من مجلس الأمن اتخاذ قرار سريع يتيح بنشر ١٢ ألف جندي تابعين للمنظمة الدولية في جمهورية إفريقيا الوسطى، وحذّرت من جهتها فرنسا من تأخر وصول بعثة الاتحاد الأوروبي العسكرية لهذا البلد.
وكان طلب بان كي مون يهدف لفرض الأمن والسلم في البلاد، بنشر القوات، السالفة الذكر، على مدار الشهور الستة القادمة بناء على توصيات مجلس الأمن، إلا أنها جاءت متأخرة، للأسف.
من جهتها، أعلنت مفوضية الإتحاد الإفريقي، أن الاتحاد تلقى مساهمة تقدر قيمتها بحوالي ٥٠٠ ألف دولار من ناميبيا إلى صندوق السّلام المخصص لدعم تمويل بعثة المساندة الدولية في جمهورية إفريقيا الوسطى.