أكد رئيس الجمهورية الصحراوية , الأمين العام لجبهة البوليساريو, إبراهيم غالي, أن الندوة الوطنية التحضيرية للمؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو انعقدت في ظرف متميز بالعديد من التحديات على مختلف الجبهات وخاصة في ظل استمرار حالة الجمود في مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية نتيجة لسياسات التعنت والعرقلة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي بدعم مفضوح من فرنسا.
وأضاف ابراهيم غالي - في مداخلة له خلال اشرافه على افتتاح الندوة أمس الأول، بالتفاريتي (الاراضي المحررة) والتي استمرت ليوم أمس – أنه «بعد أكثر من ثمانية وعشرين سنة من وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي دون تحقيق الهدف الرئيسي من ذلك, ألا وهو تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي, تؤكد الجبهة الشعبية بأنه لا يمكن الاستمرار في التعاطي بنفس الطريقة مع مسعى الأمم المتحدة, ما لم يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته والتزامه بتطبيق كامل البنود المحددة في خطة التسوية الأممية الإفريقية, التي صادق عليها سنة 1991».
وأوضح الرئيس الصحراوي أنه «من أهم رسائل المؤتمر الخامس عشر في هذا الصدد هي أنه سيكون محطة تحول حقيقية, يؤكد الشعب الصحراوي من خلالها أن لا شيء سيثنيه عن مواصلة كفاحه العادل, بكل الطرق المشروعة».
تحديات مقبلة
وأشار الى التحديات التي تنتظر الشعب الصحراوي والتي - كما قال- «تتطلب من جميع مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب استنهاض الهمم وحشد الطاقات لتحقيق دفعة قوية في مسار بناء قوة ذاتية محترمة وقادرة على ضمان شروط النصر» .
وأكد في هذا الصدد أن «الأمر يتطلب الوقوف بالتقييم المتأني والتحليل الموضوعي, عند كل مناحي الفعل الوطني خلال الفترة بين المؤتمرين, بشكل خاص, وفي سياق حربنا التحريرية بشكل عام. ويجب أن يكون الهدف الأول من ذلك هو تثمين المكاسب والانجازات وتعزيز نقاط القوة والاستثمار فيها و في الوقت نفسه, تحديد مكامن الخلل والقصور, اللصيقة بكل تجربة إنسانية, لتجاوزها بمعالجة مدروسة وشاملة».
كما أكد ابراهيم غالي أن «الشعب الصحراوي اليوم مطالب برفع التحدي والتصدي لمناورات العدو ومغالطاته, بتطوير تجربتنا المتميزة في التسيير وبناء مؤسسات الدولة, وترسيخ مكانتها كحقيقة وطنية وجهوية ودولية لا رجعة فيها, وكمعطاة لا يمكن إغفالها, وفاعل حاسم في استتباب السلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة».
حرب طويلة الأمد
وأوضح «إن حربنا هي حرب طويلة الأمد, حرب أجيال متلاحقة, تقتضي التواصل لضمان الاستمرارية, وقد حان الوقت لتحقيق تقدم ملموس في مجال التشبيب والتجديد. ومن هنا أصبح من الضروري التأسيس القانوني لتحديد العهدة بالنسبة للأمين العام للجبهة, وتحديد نسبة تجديد في الأمانة الوطنية خلال كل مؤتمر, وزيادة عدد النساء في الهيئة القيادية».
وأشاد بالمناسبة ب»دور جيش التحرير الشعبي الصحراوي في بحماية سيادة الدولة الصحراوية والتصدي لمختلف المخاطر, وسياسات زعزعة الأمن والاستقرار التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي, بما في ذلك عبر التدفق المكثف للمخدرات ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية».