كشف خير الدين زطشي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، أنه فكر في الاستقالة مرتين، قبل وبعد كأس الأمم الأفريقية 2019 التي توجت الجزائر بلقبها في مصر بعد غياب دام 29 عاما.
وقال زطشي إن مشاكل كرة القدم الجزائرية من قوانين عتيقة وقضايا فساد وتراكم ديون على الأندية، أثرت عليه خلال عامين منذ توليه المنصب، لكن مقربين أقنعوه بالبقاء.
وأوضح رئيس الاتحاد الجزائري "عشت ضغوطا كبيرة خلال سنتين من عهدتي، وفكرت في الاستقالة في أكثر من مناسبة، لكن المقربين مني والمحيطين بالاتحاد أقنعوني بالبقاء".
وكال زطشي المديح للمدرب جمال بلماضي بعد أن قاد الجزائر للتتويج بلقب كأس الأمم للمرة الثانية.
وعن ملابسات التعاقد مع بلماضي قال رئيس الاتحاد الجزائري "لقد ارتكبنا أخطاء في بعض الأسماء قبل مجيء بلماضي، الذي كنا ندرك انه يملك كل مقومات النجاح بعد مشواره المميز مع الدحيل (القطري)".
وأضاف "انتظرنا مغادرته هذا الفريق للتعاقد معه وأنا أرفع له القبعة لأنه لم يضع أي شروط مادية وقبل المهمة براتب أقل من قيمته، لكننا تداركنا الموقف وصححنا الوضع، وجعلناه أغلى مدرب في تاريخ الكرة الجزائرية".
وتولى بلماضي لاعب منتخب الجزائر السابق، المسؤولية في اوت 2018 خلفا لرابح ماجر في تعاقد حتى نهاية كأس العالم 2022.
وقال زطشي إنه كان يثق في قدرة بلماضي على قيادة المنتخب لتحقيق هذا الانجاز الكبير.
وأضاف "بلماضي كان محقا عندما قال قبل كأس الأمم، إنه ذاهب إلى مصر للتتويج بالكأس لأنه يعرف إمكانات لاعبيه لحقيقية".
وتوجت الجزائر بلقب كأس الأمم بعد الفوز 1-صفر على السنغال في المباراة النهائية في القاهرة.
واستعرض زطشي الجهود التي قام بها منذ أن تولى المسؤولية خلفا لمحمد روراوة.
وقال "قدمت كل ما بوسعي لكني أشعر بالرضا، عما قمت به في سنتين، وأنا على يقين أنني أعطيت كل ما لدي وهناك مشاريع سترى النور لاحقا على غرار المدارس الكروية، التي انطلقنا فيها بخميس مليانة، وهناك ثانية في سيدي بلعباس ومشاريع أخرى لا أستطيع الكشف عنها حاليا".
وأضاف أن التحدي المقبل الذي يعكف عليه يتمثل في تعديل القانون الأساسي للاتحاد الجزائري، حتى يتماشى مع قوانين الاتحاد الدولي (الفيفا) والقوانين المحلية معترفا بأن غياب التمثيل الجزائري في الهيئات القارية "غير مقبول".
وأكمل "لا يعقل عدم تمثيل الجزائر في الاتحاد الأفريقي، لكن العقلية ستتغير بعد تتويجنا بكأس أفريقيا وهناك طاقات شابة ستكون حاضرة في الوجه الجديد للكاف".
وأشار زطشي إلى إن الاتحاد الجزائري بصدد التعاقد مع منتخبات كبرى لمواجهتها مشيرا إلى أن ضغط جدول أيام الفيفا يحول دون ترتيب مواجهة ودية أمام فرنسا ينتظرها الجميع.
وأضاف "التقيت رئيس الاتحاد الفرنسي وتحدثنا عن إمكانية برمجة مباراة بين المنتخبين لكن المشكلة في مواعيد الفيفا .. لهذا لم نجد تاريخا مناسبا وأتمنى أن تقام بالجزائر، لكن لا يوجد أي شيء رسمي حتى الآن".
وكانت الجزائر واجهت مستضيفتها فرنسا وديا في 2001 في مباراة لم تكتمل بسبب اجتياح الجماهير أرض الملعب بينما كانت فرنسا متقدمة 4-1 وسجل بلماضي هدف الجزائر.
وتابع زطشي "نحن في مفاوضات مع منتخبات كبيرة لإجراء مباريات ودية في مارس.
وانتقد رئيس الاتحاد الجزائري نظام الاحتراف في بلاده ووصفه بانه "فوضوي" لكنه قال إن الاتحاد لديه آليات لمحاربة الفساد والرشوة والتلاعب بالمباريات.
وأضاف "الاحتراف بالصيغة التي انطلقنا بها في 2010 كان خطأ، وهو احتراف فوضوي وكان لابد من وضع آليات وتجريبها وبعدها الدخول في الاحتراف بعد سنتين أي في 2012".
وأردف "مشاكل الكرة المحلية قديمة وتراكمت منذ سنوات، ونحن نعمل على معالجة مشكلة الفساد والديون من خلال الهيئات التي قمنا بإنشائها، ويجب أن يكون هناك توازن في المداخيل (الايرادات) والمصاريف للأندية ونحن لا نملك العصا السحرية ولابد من الوقت لمعالجة هذه المشاكل".
ويركز زطشي في سياسته كثيرا على إعداد اللاعبين وأسس بالفعل أربع مدارس لكرة القدم في الجزائر.
وعن قضية اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين يتحدث الإعلام المحلي عن إمكانية تمثيلهم المنتخب الوطني قال زطشي "الاتحادية (الاتحاد الجزائري) والناخب الوطني (مدرب المنتخب) يقومان بدورهما في هذا السياق أما إذا لم يلتحق بنا هؤلاء فعليكم القيام بعملكم والبحث عن الأسباب".
وهناك تقارير عن إمكانية اقناع حسام عوار لاعب نادي ليون الفرنسي بارتداء قميص الجزائر رغم رغبة مدرب فرنسا في ضمه للمنتخب.