يستمر المد والجزر بين روسيا والولايات المتحدة حول منطقة القرم في ازمة قد تعيد رسم خارطة العلاقات الدولية ومراكز التأثير في صناعة السياسة الدولية.
التقى أمس «جون كيري» وزير الخارجية الامريكي ونظيره الروسي «سيرغاي لافروف» في العاصمة لندن، فيما سمي بلقاء الفرصة الاخيرة لمناقشة الاحداث التي تشهدها اوكرانيا ومنطقة القرم على وجه الخصوص، التي تقرر مصيرها غداو عبر استفتاء شعبي حول الانضمام الى روسيا، وهذا وفق ماقرره برلمان اقليم القرم الذي يخضع لحكم ذاتي عن العاصمة كييف. وفي تصريح «لسرغاي لافروف» عاتب فيه نظيره الامريكي، قائلا «نحن في وضعية صعبة، تعاقبت الكثير من الاحداث وضاع منا الكثير من الوقت علينا التفكير فيما يجب القيام به». هذا خلال لقائه امس بكيري في مقر السفارة الامريكية بلندن وقد يوحي هذا التصريح الذي ادلى به «لافروف» انه ليس في نية موسكو التراجع عن موقفها فيما يخص الاوضاع في اوكرانيا، من ناحية صرح «جون كيري» انه سيعمل على التعمق في صلب الملف ومحاولة دفع الامور نحو الامام لتجاوز الخلافات حول الملف الاوكراني.
ويعتبر لقاء امس الاول منذ بداية مارس الحالي بين رئيس دبلوماسية روسيا والولايات المتحدة حول الازمة الاوكرانية بعد فشل لقاءات مماثلة في باريس وروما. وتبقى الآمال ضعيفة في التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف خاصة مع ازدياد التوتر حول الاستفتاء الذي ستشهده القرم غدا الاحد والذي ترى فيه موسكو خطوة مشروعة ومن حق مواطني القرم اللجوء الى هذا الخيار الذي اقره البرلمان، وقد طلبت موسكو من منظمة الامن والتعاون في اوربا ايفاد ملاحظين عنها لمراقبة الاستفتاء.
وفي الأثناء ارسلت موسكو مساعدات انسانية الى مدينة ستيفا ستوبول اين يتواجد الاسطول الروسي الرابع في البحر الاسود، وتضم هذه المساعدات وسائل وسيارات اسعاف وتجهيزات مدرسية وصلت الى الاقليم عن طريق مضيق كيرش.
من جهتها وفي مسعى مناقض وزعت الولايات المتحدة في مجلس الامن مشروع قرار يدعو الى عدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي سيجري غدا ويعرض اليوم مشروع هذا القرار على المجلس للتصويت عشية الاستفتاء ويدعو هذا القرار الامريكي المجتمع الدولي الى عدم الاعتراف بأي قرار يترتي عنه تغييرات في المنطقة.