طباعة هذه الصفحة

قلعة إعلامية

بقلم: فنيدس بن بلة
10 ديسمبر 2019

 تشاء الأقدار أن تصادف ذكرى تأسيس جريدة الشعب هذا الخميس 11 ديسمبر 2019، حدثا تاريخيا بارزا يتمثل في إجراء الانتخابات الرئاسية، التي تعدّ محطة مفصلية لخروج الجزائر إلى بر الأمان وتوديع مرحلة عصيبة عاشتها وأدارتها بتحد، معتمدة على إرادة أبنائها المخلصين، مؤسساتها الجمهورية واستقلالية القرار.
«الشعب» التي ولدت من رحم انتفاضة الحرية التي أسمعت صوت الجزائريين المتطلعين لاستعادة السيادة بأقصى التحدي وإجهاض المشروع الاستعماري الاستيطاني الفرنسي، تواصل السير على هذا الدرب محافظة على خطها الافتتاحي الأصيل والقاعدة الإعلامية الثابتة «الخبر مقدس والتعليق حر». هذه المبادئ التي اعتمدتها «أم الجرائد» مرجعية وخارطة طريق هي التي أعطتها مصداقية وأكسبتها مكانة في خارطة إعلامية تضيق تحت المنافسة وتفرض المهنية معيارا ومواصفات.
رافقت الجريدة مختلف المراحل التي عرفتها الجزائر المستقلة على مدار 57 سنة، عايشت المكاسب والإنجازات وكتبت عن اختلالات طبعت المشهد الوطني بروح المسؤولية، ساعية للمساهمة في إعطاء أجوبة عن تعقيدات ظرفية وحلول لأزمات دون الإبقاء على الأسئلة العالقة.
بهذه الطريقة تواكب الحركية السياسية وترافق العمل الوطني، ليس فقط في تغطية الأحداث، لكن أيضا في تنوير الرأي العام، بتحاليل وآراء مستندة لمصادر المعلومة وأهل الاختصاص بعيدا عن الإثارة والتهويل.
من ساحة «أودان»، حسين داي، باستور إلى شارع الشهداء، ظلت «أم الجرائد» تسابق الزمن من أجل التطور شكلا ومضمونا، آخذة في الحسبان روح المنافسة التي يفرضها الإعلام التقليدي والرقمي، مقتنعة إلى حد الثمالة أن كسب الرهان يكون عبر الدمج بين نوعي الاتصال وتبليغ رسالة المضامين بأشكال مميزة.
أكثر من نصف قرن مر على صدور العدد الأول من الجريدة، القلعة الإعلامية التي خرجت إطارات سامية للدولة الجزائرية، بعضها في أعلى قمة الهرم السياسي، تستمر «الشعب» في خوض معركة فرض الوجود في مشهد إعلامي تعددي، يحتم التطور الدائم واعتماد الجوارية في مد جسور اتصال وتواصل تفاعلي مع المواطن، الذي بات طرفا أساسيا في المعادلة الإعلامية مشاركا في اختيار المضامين والعناوين والغايات بدل البقاء في الدائرة الضيقة المألوفة كمتلق فقط. من هذه الزاوية عزّزت «الشعب» مكانتها عبر الموقع الإلكتروني لتواكب عالم الرقمنة، بحيث تنقل الأخبار الآنية وتضمن بوابات تخص مختلف الأنواع الصحفية.
يضاف إلى هذا تموقع العنوان في الوسائط الاجتماعية، فايسبوك، تويتر واليوتوب، حيث يجد المتصفح كل الأخبار العاجلة والهامة مدعّمة بصور وفيديوهات منقولة من مصادر موثوقة لا تقبل الشك ولا تجعل المصداقية محل تساؤل. هذه المنهجية التي يحرص عليها طاقم «الشعب» مسيرين، صحافيين مراسلين وعمالا، هي التي تعطي الإجابة المقنعة عن كيفية مرافقة الجريدة للعمل السياسي في الراهن الجزائري والرمي بكل ثقل في إنجاح الاستحقاق الرئاسي، باعتباره مخرج الأزمة ومنطلق ورشات استكمال الدولة الوطنية.