أبرز الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة الجزائر سليمان اعراج، أمس، دور النخب في زيادة مستوى وعي المواطن للتفريق بين ما يخدم الصالح العام وما لا يخدم المصلحة العامة وتقديم قراءات موضوعية في الأحداث التي تعيشها الجزائر بعيدا عن الأخبار الزائفة والمغلوطة والتأثير السلبي لمشروع التغيير والابتعاد عن الشعبوية والفوضوية للمساهمة في جزائر آمنة مستقرة، مشيرا أن النخبة أمام رهان توضيح مفهوم الاستحقاق بشقيه للمساهمة في إنجاح الحدث المصيري وصناعة الاستقرار.
أفاد الأستاذ خلال الندوة الدولية التي نظمت بفندق الأوراسي، أمس، بعنوان «النخبة ورهان الانتخابات الرئاسية «، أن الدور الكبير الذي تلعبه في صناعة التغيير وزيادة مستوى الوعي خاصة أمام الظرف الحساس الذي تسعى من خلاله الندوات إلى القول أن الجامعة الجزائرية تفكر في بناء مجتمع حداثي والمساهمة الفعلية في دعم الحركية الاجتماعية التي تعيشها الجزائر للخروج بنتائج إيجابية تعود بالنفع العام وكسب رهان التوعية وزيادة دعم عناصر الثقة باعتبارها مرافقا لحركة وسيرورة التحول المجتمعي.
وأوضح اعراج أن النخب في ظل الاستحقاق الرئاسي المقبل مطالبة بتوضيح المفاهيم الخاصة بالانتخاب الذي يحمل شقين واجب المواطن تجاه الدولة وشق الحريات الذي يتوجب عليه تأدية دوره تجاه الدولة وفي نفس الوقت يحق للمواطن أن يعبر بحريته عن اختياره بالاستناد للمنهجية التي تمثل الانتخابات أحد آلياتها وهي المداخل التي تضمن وتصنع الاستقرار.
وأشار المتحدث إلى دور النخبة في التفكير بمنطق وعقلانية لدعم الخيارات التي تضمن الأمن والاستقرار وتحقيق المطالب وتطلعات الشعب وضمان استمرارية الدولة خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن والحرية والحديث عن السيادة التي تصبح ملكا للدولة وتصبح الأولوية للدولة على الفرد وفقا لمفهوم المصلحة العامة، مؤكدا أن الجزائر ستبقى الاستثناء ولن ينجح أي طرف في تمرير أجندات للتأثير على واقع البلاد. وأضاف أن الجزائر حققت الاستثناء بفضل نخبها ومؤسساتها وجيشها القوي والوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف مكونات المجتمع الجزائرية باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي ليست فيها إشكالية هوية وما يجمعها أكبر مما تفرقه أجندات غربية تستهدف استقرار الدولة.
من جهته، الدكتور رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف سويسرا، أشاد في مداخلة له بالدور الذي لعبه الجيش في إسقاط الحكومة ومساندة الحراك الشعبي، غير أن الجديد في الجزائر هو عدم إسالة ولا قطرة دم ..وهو ما يسجله التاريخ اليوم في حراك الجزائر .
وأشار بشأن النخب أنه موضوع مطروح منذ القدم ولا يمكنها أن تتنازل عند السقف الوطني والمسألة الوطنية وغير ذلك يعتبر خيانة، مستندا في ذلك إلى ما حدث مؤخرا مع لائحة البرلمان الأوروبي الذي يلزم كل النخب أن تندد به بشدة وتتصدى له لأنه يندرج في إطار السقف الوطني بالرغم من الاختلاف بينها لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن يجب أن تكون وطنية.
الأستاذ محمد عبدو: الجزائر على موعد مع مسار ديمقراطي سليم
أكد الأستاذ بجامعة القاهرة محمد عبدو بدوي، خلال زيارته للجزائر في هذه الفترة المتزامنة مع الحراك الشعبي واقتراب الاستحقاقات، الوعي السياسي الحقيقي بضرورة المشاركة في الانتخابات التي تعتبر الخطوة الأولى نحو المسار الديمقراطي السليم الذي يجب أن تبدأ الجزائر بخطوات سياسية نحو الاستقرار وتمكنه من القيام بانتخابات يشارك فيها الجزائريون يختارون من يشاؤون لمنصب الرئاسة، والرهان على وعي الشعب الذي هو اليوم على موعد مع مسار ديمقراطي يجب أن تبدأ الجزائر في المضي قدما عليه.