طباعة هذه الصفحة

معارضون يدعون إلى تصعيد الاحتجاجات

إضراب النقابـات يشــل الحياة في فرنســا

يستمر الإضراب في فرنسا لليوم السادس تواليا، في مشهد يطغى عليه شبه شلل في البلاد، واندلعت  موجة  الغضب بعد إعلان الحكومة الفرنسية عن «النظام الشامل» للتقاعد الذي يُفترض أن يحلّ محل النظام التقاعدي الحالي.
 يحذر الخبراء من خسائر مهمة في حال استمرار الإضراب، خصوصا في فترة الأعياد، من جهته، يتمسك رئيس الحكومة إدوار فيليب بتنفيذ هذا المشروع الذي ستعرض تفاصيله على الحكومة الأربعاء.
وأدى الإضراب أمس، إلى حصول فوضى كبيرة في وسائل النقل المشترك أمس، وخصوصاً في المنطقة الباريسية التي تشهد شللاً منذ أربعة أيام جراء إضراب احتجاجاً على مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي تدافع عنه الحكومة.
واندلعت موجة الغضب بسبب «النظام الشامل» للتقاعد الذي يُفترض أن يحلّ اعتباراً من عام 2025، محل 42 نظاماً تقاعدياً خاصاً معمولاً بها حالياً.
 وتعد الحكومة بنظام «أكثر عدلا»، في حين يخشى معارضو الإصلاحات أن يلحق ضررا بالمتقاعدين.
ويخشى عدد من الخبراء الاقتصاديين في فرنسا أن يطول الإضراب ويخسر التجار، وأن يحصل إغلاق طرق ونقص في الوقود، ما سيؤثر على الحركة الاقتصادية بشكل أكبر أثناء فترة الأعياد.
ومساء الأحد، جمع ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليب في قصر الإليزيه الوزراء المعنيين بالملف. وسيقدّم المفوّض الأعلى لإصلاح نظام التقاعد جان بول دولوفوا مع وزيرة الصحة أنييس بوزان خلاصات مشاوراته الطويلة للهيئات الاقتصادية. وأخيراً، سيعرض رئيس الحكومة الأربعاء تفاصيل مشروعه.
مظاهرة ضخمة اليوم
يذكر أن ماكرون تعهد بإنجاز هذا المشروع خلال الحملة التي سبقت انتخابه رئيساً عام 2017، وقد أُجريت مشاورات طوال عطلة نهاية الأسبوع، قبل أسبوع حاسم ومظاهرات جديدة الثلاثاء.
تجدر الإشارة إلى أن نظام التقاعد موضوع حساس للغاية في فرنسا. ويأمل المعارضون الأكثر تشدداً أن تطول الحركة الاحتجاجية وأن يتمّ إغلاق البلاد كما حصل في كانون ديسمبر 1995.
 وكانت هذه الحركة ضد إصلاح النظام التقاعدي آنذاك وتسببت بشل وسائل النقل المشترك لثلاثة أسابيع وأرغمت الحكومة على التراجع.
 من جهته، أعاد رئيس الحكومة تجديد موقفه من الاستمرار بالمشروع، وقال إنه «إذا لم نقم بإصلاح عميق وتدريجي اليوم، سيقوم بذلك شخص آخر غداً بشكل عنيف، فعلاً عنيف». وأشار إلى أنه «مصمّم» على قيادة مشروع نظام التقاعد الشامل «حتى إنجازه».
ورد النقيب في مقابلة طويلة «سنصمد حتى سحب» مشروع الإصلاح الذي لا يتضمّن «أي شيء جيّد».
وقالت وزيرة الدولة للمرحلة البيئية الانتقالية إيمانويل فارغون في حديث لإذاعة «فرانس أنفو»، «نحن بحاجة لإعادة تفسير» هذا الإصلاح، معتبرة أن عرضه من جانب رئيس الوزراء الأربعاء «سيتيح لكل شخص اتخاذ موقف».
ودعت شركة النقل بالسكك الحديدية الفرنسية «كل من يستطيع إلى الحد من التنقل عبر القطار»، وقالت إنها لا تتوقع «تحسناً الثلاثاء» الذي سيصادف يوم التعبئة الثاني ضد إصلاحات نظام التقاعد، وفق المتحدثة باسمها أنييس اوجييه.