تنعقد، اليوم، ندوة دولية حول النخبة ورهان الانتخابات الرئاسية في الجزائر، تنظمها جامعة الجزائر 3 بمساهمة كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية تعالج محاور تخص التحولات الإقليمية والدولية ورهان الرئاسيات، الاتصال السياسي ودور النخب في بناء الوعي المجتمعي، علاقة النخبة وبالواقع الاقتصادي والاجتماعي وثلاثية النخبة، الانتخابات والمواطنة.
وتشير ديباجة الندوة التي يديرها الدكتور سليمان اعراج إلى أن مرحلة التحولات الإجتماعية تشكل أحد أهم المجلات التي تختبر فيها العديد من المفاهيم، ويتأسس عبرها دور الكثير من الفواعل، ضمن حركية اجتماعية، يبقى فيها رهان الحفاظ على الطابع المؤسساتي للدولة وضرورة الاحتكام إلى سلطة القانون أهم الضمانات التي تتيح سبيل الانتقال السلس وتفعيل المشروع تنموي.
إن موقع النخب الوطنية في خارطة التحول الإجتماعي تشكل حلقة رئيسية تتميز بديناميكية الفعل السياسي والاجتماعي، وهو ما يتيح لها لعب دور الفاعل الرئيسي، عبر المساهمة في دعم مسيرة التغيير الذي يخدم مفهوم المصلحة الوطنية، ويدفع بجهود مختلف مكونات المجتمع إلى التأسيس والدفاع عن مفهوم العدالة الاجتماعية.
لذلك نجد أن التاريخ والنخبة يجتمعان في تبيان الدروس المستفادة والعبر المستلهمة من مسيرة البناء وعبر ذلك فإن البحث في عقيدة ومبادئ وفلسفة النخبة الوطنية، يعد فرصة التحضير الفكري للاستلهام من التجارب والاستفادة من التاريخ الذي يؤكد لنا أن النخب الجزائرية كلها توحدت ضمن مفهوم الكفاح ضد المستعمر.
لذلك فإن الحديث عن رهانات النخبة وأهمية الانتخابات الرئاسية تكمن في تبيان أهمية التمسك بدولة المؤسسات كتعبير عن مفهوم الدولة العصرية، والاستناد إلى الانتخاب كآلية حضارية تجمع بين الواجب والحرية باعتباره خيارا عقلانيا يصب في خانة دعم المصلحة الوطنية وتأكيدا على قدسية رابطة الانتماء التي تجعل من الدولة أولوية فوق كل اعتبار.