خاطب أمس رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، مؤطري العملية الانتخابية في الميدان عموما ومديري مراكز التصويت تحديدا، بكلمات شديدة اللهجة دعا من خلالها إلى صون أمانة الشعب في إشارة إلى الأصوات التي يدلون بها يوم الانتخابات الرئاسية، التي تجري هذا الخميس.
أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، في كلام وجهه إلى المنسقين على المستويين الولائي والبلدي ومراكز ومكاتب التصويت، أن اجتماعهم أمس في إطار التكوين عن طريق التحاضر عن بعد، يندرج في إطار مهمة إعداد العدة لإنجاح الانتخاب المصيري للبلاد وهو انتخاب رئيس الجمهورية يوم 12 ديسمبر 2019 .
وبعدما شدد على ضرورة التجند الصادق للمشرفين على العملية الانتخابية، لإنجاح مساعي السلطة الانتخابية في إجراء اقتراع حر ونزيه يكلل بالنجاح، أكد على ضرورة العدالة وصون الأمانة، دون أن يغركم المغررون، لأن أصحاب المصالح الذين يرتعشون كلما اقترب الموعد، لا يستسلمون»، داعيا إلى أن يكونوا لهم بالمرصاد.
وقال في سياق متصل، «لا نقبل بتضييع أمانة الشعب وهي على رقابنا جميعا»، وخاطب رؤساء مكاتب التصويت قائلا «أنتم رأس الحربة في هذا الكفاح المقدس لإخراج بلادنا مما وضعها فيه المفسدون، فلا تخشوا أحدا ولا الأصوات الرنانة»، داعيا إياهم إلى «الاستماع إلى صوت الشعب الذي خرج يوم 22 فبراير لإعلاء كلمة الحق، ألا وهي تحرير المواطن الجزائري وتمكينه من اختيار من يتولاه بكل حرية».
ونبه بالمناسبة إلى أن اختيار الشعب هي أرضية لا مفر منها بناء دولة الحق والقانون، مؤكدا أن «رؤساء المراكز يأتون في الصف الثاني من الحصن المنيع ممثلا في السلطة المستقلة للانتخابات، لتمكين الشعب الجزائري من أداء واجبه وحقه، وتنسقون بعد فرز الأصوات، وتسلمونها إلى اللجان البلدية».
عاين مركز متابعة عملية تصويت الجالية
انطلقت أمس عملية الانتخاب بالنسبة للجالية المقيمة في المهجر، على أن تمتد إلى غاية يوم 12 ديسمبر، وتختتم في نفس التوقيت بالجزائر، ولدى معاينته مركز متابعة التصويت بمقر السلطة الوطنية المستقلة، أكد رئيسها محمد شرفي في تصريح للصحافة، أن العملية جرت في ظروف عادية، وما حدث في بعض الأماكن لم يعرقل سير العملية.
وبالمناسبة قدم محمد شرفي التفاصيل المتعلقة بانتخاب الجالية لرئيس الجمهورية، موضحا أن مركز المعلوماتية الذي يتابع العملية يضم شبكة مكونة من 114 تمثيلية وقنصلية، كما ذكر بعدد الهيئة الناخبة المقدر بـ 914089 ناخب، موزعين على 60 مركزا، تضم 395 مكتب، ويقدر عدد اللجان بـ 114، فيما يؤطرها 8 منسقين، بمعية 27 مندوبا.
وتحدث شرفي في تصريح أدلى به للصحافة على الهامش، عن وقفات سلمية مؤيدة للانتخابات، تناقلتها مواقع الكترونية بكل من مدريد وبروكسل وأمستردام، مؤكدا أن وتيرة سير العملية في اليوم الأول عادية، متوقعا ارتفاع عدد الناخبين اليوم الأحد، على اعتبار أنه يتزامن ويوم عطلة للأغلبية.
وقلل من بعض الحوادث التي وقعت بعيدا عن مكاتب التصويت، جازما بأنها لم تعرقل سير العملية ولا فتح مكاتب التصويت.
ذراع: المشاركة حق والمقاطعة حق أيضا
أفاد علي ذراع في تصريح لاحق مساء أمس بمقر السلطة، بأن نسبة مشاركة الجالية لا يمكن تقديمها فورا، كونها تجري في مناطق متفرقة وتنتهي في أوقات متفاوتة نتيجة الفارق الزمني، وفي رده على سؤال يخص العنف جدد موقف السلطة الرافض للعنف، مؤكدا أن المقاطعة حق، والمشاركة أيضا حق يكفله الدستور.
وبخصوص اللهجة التي تكلم بها شرفي في التكوين الموجه إلى مؤطري العملية، ذكر بالقسم الذي أداه رئيس السلطة وأعضاؤها، مؤكدا أن سبب تشديد اللهجة مرتبط ببلوغ السلطة بأن بعض الجهات تريد الرجوع بالجزائر إلى ما قبل 22 فيفري، أي التلاعب بالأصوات وهي معلومات غير مؤكدة بنسبة 100 بالمائة، فرصة لم يفوتها ليجدد موقف السلطة «نحن لن نقبل التزوير مهما كلفنا الثمن، وإذا ثبت أن أي شخص يريد التزوير، فإن العدالة ستكون له بالمرصاد.