جاء قدر الموت ليغرق، أول أمس، السفينة التي كانت تنقل العرب إلى اللاّتين أو اللاّتين إلى العرب. رحل عنّا المترجم الفلسطيني السوري صالح علماني (1949 – 2019) تاركا إرثا جاوز مئة عمل أدبي نقلها عن الإسبانية خلال أكثر من أربعين عاماً.
وُلد صالح علماني عام 1949 في مدينة حمص في سوريا ونشأ فيها. درسَ في وقتٍ لاحقٍ الطب في الجامعة؛ لكنّه تحول لدراسةِ الأدب الإسباني وذلكَ مع صعود تيار الرواية اللاتينية وبروزها عالميًا في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات. بدأ صالح علماني عملهُ في وكالة الأنباء الفلسطينية ثم أصبحَ مُترجمًا في السفارة الكوبية بدمشق وعمل في وقتٍ لاحقٍ في وزارة الثقافة السورية وبالضبطِ في مديرية التأليف والترجمة وكذا في الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن بلغَ سنَّ التقاعد عام 2009.
تخصص صالح منذ أواخر السبعينيات في ترجمة الأدب الأميركي اللاتيني ثمَّ زادت شهرته حينما ترجمَ لأبرز كتاب أميركا اللاتينية بما في ذلك غابرييل غارسيا ماركيز وإيزابيل اللندي وجوزيه سارماغو وإدواردو غاليانو وآخرين.
بعدما ترجمَ عشرات الكُتب عن الإسبانية؛ طالبَ خمسةٌ من أبرز كتّاب أميركا اللاتينية الذين ترجم لهم الحكومة الإسبانية بأن تمنحه الإقامة تكريمًا لمنجزه في «نقلِ إبداعات اللغة الإسبانية إلى العربية»؛ وهو ما حصلَ حينما مُنح الإقامة في إسبانيا مع عائلته بعد نزوحه من سوريا.
حصلَ علماني عام 2015 على جائزة «جيرار دي كريمونا» للترجمة، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية حول الترجمة. وأشرف على عدد من ورش الترجمة التطبيقية في الترجمة في معهد سيرفانتس بدمشق.