لازالت المتاعب التنموية تثير قلق سكان قرية سدي امحمد بن بعطوش الجبلية ببلدية الحسانية، الأمر الذي جعل أبناء المنطقة يطالبون الجهات المعنية بضرورة الإلتفاتة إليهم كون الناحية المعزولة معروفة بتضاريسها الصعبة وبرودة مناخها خاصة في فصل الشتاء.
الوضعية التي عايناها بذات الناحية صارت محل انشغالات بالجملة يرفعها أبناء المنطقة للجهات المعنية بهذه البلدية الفقيرة،التي تعرف ميزانيتها عجزا كبيرا بسبب انعدام المداخيل الجبائية والورشات الإنتاجية، إلا أن الثروة الغابية التي تلف بالقرية من كل الجوانب يقول محدّوثنا الذين تحدثوا إلينا بمرارة عن النقائص المسجلة، وفي مقدّمتها عملية الربط بالغاز الطبيعي الذي مازال حلم هذه العائلات التي فضّلت الإستقرار بمنطقتها منذ سنوات الجمر التي عرفتها الناحية التابعة إقليميا لبلدية الحسانية، يقول هؤلاء الذين تلقوا وعودا من طرف السلطات الولائية بربط منطقتها انطلاقا من بلدية بلعاص التي لا تبعد عن قريتهم إلا بحوالي 4 كلم، يقول أحد شيوخ المنطقة الذي يتمنى أن تفي السلطات الولائية بوعدها كما عملت من قبل مع إيصال الماء الشروب انطلاقا من محطة تحلية مياه سد أولاد ملوك ببلدية زدين، يشير ذات الشيخ الذي كشف عن ارتياح السكان لهذا المشروع، الذي رفع عنهم المعاناة نهائيا فيما يتعلق بالماء الشروب.
ومن جانب آخر، أشار محدثنا في عين المكان أنّ قاعة العلاج التي كلّف ترميمها مبالغ هامة مازالت تعرف تذبذبا في تقديم الخدمات الطبية من طرف الممرض الذي عين بذات المرفق الصحي، كما اشتكوا من غياب الطبيب عن القاعة لإجراء الفحوصات الطبية لأبناء المنطقة الذين يجدون صعوبات كبيرة في نقل مرضاهم نحو بلديات بطحية وبلعاص والروينة على مسافة تزيد عن 50 كلم، وهو ما يكلفهم مصاريف باهظة تصل حسب مصادرنا إلى أكثر من 1500 دج، في وقت أن أبناء المنطقة ينحدرون من عائلات فقيرة وبسيطة مرتبطة بالأشغال والفلاحة الجبلية التي صارت مداخيلها ضعيفة جدا، يقول ذات الشيخ العارف بأحوال سكان منطقة التي ولد فيها ولا يرغب في مغادرتها، حسب قوله.
يحدث هذا رغم الشكاوى العديدة التي قدمها هؤلاء للجهات والمصالح البلدية، التي هي الأخرى راسلت الجهات المعنية بشأن هذه القضية، يقول رئيس البلدية.
ولم تنته متاعب هؤلاء بل تحدّثوا عن مظاهر التلف التي صارت تهدد الطريق الرابط بين قريتهم وبلدية بلعاص القريبة منهم من بلديتهم الأصلية الحسانية، يقول محدثنا الذي ناشد مصالح الأشغال العمومية بالولاية بالتدخل لصيانة بعض النقاط السوداء، التي صارت تعرقل حركة السير بذات المسلك الذي لم تمر على وضع خرسانته الزفتية إلا سنوات قليلة. وقد أرجع محدثونا عملية الإهتراء إلى غياب عملية تصريف المجاري المائية التي عادة ما تفسد غلاف الخرسانة الزفتية، الذي صار يتآكل في نقاط متفرقة والتي أحصيناها سواء بين ذات القرية أو بالمسلك المؤدي نحو بلدية بطحية، حيث لاحظنا انزلاقات التربة بعدة مواقع، وهو ما يشكل خطرا على حركة المرور بذات الطريق الجبلي المعروف بمسالكه الوعرة.