طباعة هذه الصفحة

إبادة في وضح النهار

فضيلة دفوس

 مع كلّ يوم يمرّ، يزداد الوضع الأمني في جمهورية إفريقيا الوسطى انفلاتا، لتبدو السّلطات الانتقالية تحت قيادة السيّدة “كاترين سامبا ـ بانزا” عاجزة عن وقف آلة الانتقام التي حرّكتها مليشيات “أنتي بلاكا” المسيحية ضدّ المسلمين، حتى تمّ إخلاء العاصمة بانغي وكلّ المدن حواليها من أيّ وجود مسلم، وذلك عبر حملات القتل المنظّم والحرق والسّحل والتّمثيل بالجثث، الذي يتمّ على مرأى ومسمع ليس فقط القوات النّظامية من جيش وشرطة، والتي تؤكّد شهادات بأنّ بعض عناصرها يشارك في إبادة المسلمين، ولكن أمام مرأى ومسمع القوّات الفرنسية البالغ عددها ٢٠٠٠ رجل، التي جاءت أساسا إلى إفريقيا الوسطى لوقف العنف وإقرار الأمن، فإذا بها تقف موقف المتفرّج وربّما كما يتّهمها البعض ـ المُتحامل بالتواطؤ والصّمت وعدم إبداء أيّ تحرّك لوقف حملة التّطهير العرقي البشعة التي تطال المسلمين.
وقد كان بإمكان القوّات الفرنسية، كما هي ساهرة على حماية مناجم الماس ومقار الشّركات العامة والخاصّة وممتلكات الأجانب، أن تؤمّن على الأقل مراكز الأمم المتحدة أو أيّ جهة لنجدتهم.
وكما هو سلبيّ ومقزّز موقف القوات النّظامية والفرنسية، تبدو القوّات الإفريقية البالغ قوامها ٦٠٠٠ رجل أعجز من أن تحمي نفسها، فما بالك بحماية مليون ونصف مليون مسلم تنهشهم سكاكين وسواطير وفؤوس العصابات المسيحية دون أن تتحرّك شعرة للمنظّمات الدّولية وللعالم الاسلامي الغارق في مشاكله، المكبّل بخيباته وضعفه.
في الواقع لا يمكن الصّمت أمام ما يتعرّض له المسلمون في جمهورية إفريقيا الوسطي، ولا بد من التحرّك لوقف المجزرة والتواطؤ المفضوح مع المجرمين لا لسبب إلاّ لأنّ المستهدف مسلم.
فماذا لو أنّ هذا الاستهداف كان من المسلمين للمسيحيّين؟ الجواب معروف مسبقا.
فمتى تكتمل الفرحة وتحتفل كل نساء العالم بعيدهن؟