حققت شعبة الخضروات لولاية بومرداس نتائج ايجابية خلال هذا الموسم الفلاحي بالنظر إلى كمية المنتوج المسجل الذي قدّرته مديرية المصالح الفلاحية بأزيد من 4 ملايين قنطار من مختلف الخضروات بارتفاع ملحوظ عن الموسم الماضي بحوالي مليون قنطار، رغم تقلص المساحة المخصصة لهذه الشعبة التي نزلت من 26 ألف هكتار إلى 17 ألف هكتار في السنوات الأخيرة أمام زحف شعبة إنتاج عنب المائدة.
تشكّل شعبة الخضروات أحد الشعب الرئيسية التي ميزت قطاع الفلاحة بولاية بومرداس لعقود، بالنظر إلى نوعية التربة والمناخ المساهم بشكل كبير في وفرة الإنتاج لمختلف الأنواع، ما جعلها الممون الأساسي لعدة ولايات بالوسط منها العاصمة على الرغم من التقلص المستمر لهذه الشعبة من سنة إلى أخرى، حيث فقدت خلال العشر سنوات الأخيرة مساحات معتبرة أمام زحف شعبة الكروم التي تستحوذ على حوالي 40 بالمائة من المساحة الإجمالية الصالحة للزراعة التي تقدر بـ63 ألف هكتار.
وعلى الرغم من هذه الوضعية الصعبة، إلا أن شعبة الخضروات تساهم بشكل كبير في تموين الأسواق المحلية وحتى الجوارية بمختلف المنتجات خاصة منها مادة البطاطا التي تستحوذ على مساحة زراعية تقدّر بـ2400 هكتار بمعدل إنتاج يتراوح ما بين 500 إلى 600 قنطار في الهكتار الواحد، إضافة إلى الأنواع الأخرى كإنتاج البصل على مساحة 2000 هكتار، ومنتجات أساسية مبكرة تقدمها البيوت البلاستيكية خاصة منها الطماطم الفلفل، الخس وغيرها من الأنواع الأخرى التي تساهم في عملية التموين الدائم للسوق المحلي على الرغم من ارتفاع أسعارها هذه الأيام، حيث وصل سعر الفصولياء الخضراء إلى 170 دينار و180 دينار بالنسبة للكوسة و130 دينار بالنسبة للفلفل، في حين برّر بعض الباعة هذه السقف المرتفع للأسعار بكون مثل هذه المنتجات مبكرة وغير موسمية.
هذا وينتظر أن تحافظ هذه الشعبة وباقي الشعب الفلاحية الأخرى لمردودها الإنتاجي الوفير خلال هذا الموسم حسب تقديرات المختصين والفلاحين الناشطين في الميدان بفضل المناخ الملائم والتساقط المبكر للأمطار التي ستساهم في رفع المنتوج المحلي، خاصة بالنسبة للأشجار المثمرة المعروفة في شعبة الحمضيات، بالإضافة إلى التوسع التدريجي للمساحات المسقية والتحكم الجيد في وسائل العمل والتقنيات الحديثة من قبل الفلاحين وطريقة استخدام الأدوية رغم الصعوبات التي لا تزال تعترض هذا النشاط في الميدان.