اختار عبد العزيز بلعيد، المترشح لرئاسيات 12 ديسمبر، من مسقط رأسه باتنة، التأكيد على أن الجزائر بحاجة إلى هبة شعبية ووقفة حقيقية وتضامن أبنائها كما كان الحال عام 1954، محذرا من المتربصين بأمنها وسيادتها، وإن تشابهت المقارنة إلا أنها اختلفت من حيث اختلاف طبيعة العدو الواحد بالأمس وكثرة الأعداء اليوم.
أوضح بلعيد، أمس، في خطاب حماسي من القاعة المتعددة الرياضات، أول نوفمبر، أن الوضع صعب وأن خروجهم ليس لإجراء حملة انتخابية عادية، بل من أجل بناء جزائر جديدة، دولة مؤسسات بعدما كسر الحراك قلعة الفساد، حيث بات من الضروري وضع مستقبل ومكانة البلاد، في الحسبان، ويحب أن نعرف قيمة الاستقلال الذي استحق بتضحيات جسام.
أكد مرشح جبهة المستقبل أن الجزائر في خطر حقيقي بسياسات وممارسات أخرى، فالانتخابات ليست خيارا ارتجاليا أوظرفيا، بل لسد الفراغ وعدم ترك المجال للقوى التخريبية، بممارسة الوصاية على مصيرنا، وذلك بالسماح لقوى سياسية جديدة أن تضع أرضية نظيفة وتؤسس لدولة الحق والقانون، وإعادة الاعتبار للقضاء الذي هو أساس الملك والحكم، وتحرير الطاقات الإبداعية من أجل اقتصاد منتج.
من جهة أخرى، دعا إلى تثمين الدور الذي لعبه الجيش في مساندة إرادة الشعب ومرافقته لمدة 9 أشهر دون حدوث لأدنى فعل عنيف وهي خطوة تحتسب له وتجعله أول جيش في العالم الثالث يقوم بهكذا سلوك في حين أن باقي الجيوش في العالم تقتل وتجرح وتعتقل.
ورد رئيس جبهة المستقبل على الأبواق الاوروبية التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان وتتكلم عن الجزائر بالوصاية، حيث قال إنه من الأجدر أن تلتفت لنفسها وتقوم بحل مشاكل السترات الصفراء، لأن شباب الحراك، رغم خروجه للشارع للتعبير عن رغبته في التغيير كان واعيا، حيث عبر بسلمية، ونظف الشوارع ولم يخرب ولم يحرق.
في المقابل، انتقد بلعيد الذين نهبوا المال ولم يخدموا بلادهم، مشيرا إلى أنه ليس من الرجولة أن تخدم مصلحة الغير على حساب مصلحة الجزائر بالاستثمار في الخارج والتواطؤ عليها،مؤكدا أن العصابة في السجن والبقية ستدخل.
وأشار مرشح جبهة المستقبل، إلى أن الجزائر دفعت، فاتورة تحريرها إبان الثورة، بفضل الوطنييين وهي ذات سيادة ولا تقبل الوصاية من الاتحاد الأوروبي، مقدما نصيحة للأبواق الناعقة من وراء البحر المتوسط بأن الجزائر قادرة على تحديد مصيرها بفضل أبنائها.
وعاد المرشح ليؤكد أن 12 ديسمبر هو نجاح للديمقراطية وجيل الاستقلال الذي ناضل ويناضل ليكون قوة بناء لا تخريب وعنف، وأداء رسالة جيل الثورة ووفائهم للخط الوطني، ليختتم تجمعه باللسان الشاوي داعيا أحرار وحرائر الأوراس، للخروج للانتخاب بقوة يوم الاقتراع..