تتواصل المعاناة اليومية للمسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى فلم يعد أمامهم إلا خيار وحيد، إما الفرار وإما الموت على أيدي ميليشيات «الأنتي بالاكا» الإرهابية وهذا كله يحصل على مرأى ومسمع قوة «سنغاريس» الفرنسية، المتهمة بالتراخي مع هذه الميليشيات على عكس تصرفها مع حركة «سيليكا».
ولم يقتصر تهديد المسيحية على العاصمكة بانغي، حيث تعيش الكثير من المدن والمحافظات في جمهورية إفريقيا على وقع التصفية العرقية ضد المسلمين، على غرار مدينة بودا ١٥٠ كلم غرب العاصمة بانغي، أين يجد المسلمون أنفسهم معرضين للتهديد والخطر، وهو وضع فرض على حوالي ٦٠٠٠ من أصل ١١٠٠٠ مسلم في هذه المدينة، تسجيل أسمائهم في القافلة البرية المتوجهة إلى بانغي والمنظمة من قبل قوة «ميسكا» و«سنغاريس» التي كان من المفروض أن تنطلق السبت الثامن مارس، وتم تأخيرها لدواعي أمنية وإضطرابات شهدتها العاصمة التي من المفروض أن ينزح عبرها المسلمون الفارون من «بودا» إلى التشاد أو الكاميرون. هذا وقد تحول المسجد المركزي وسط العاصمة بانغي إلى ملاذ للمواطنين المسلمين الفارين من بطش ميليشيات «الأنتي بالاكا» إلا أن المسجد وحسب مصادر لم يعد فيه مكان لاستقبال المزيد مما قد يرهن مصير الـ ٦ آلاف نازح من مدينة بودا غربي العاصمة بانغي.
إن الوضع الذي تعيشه جمهورية إفريقيا الوسطى لم يعد مصدر قلق من تقسيم البلاد فقط على حدّ تعبير الأمين العام الأممي وإنما خلق اختلالات طائفية في هذا البلد الذي يعيش على وقع التصفية العرقية وعمليات الترحيل التي تقوم بها قوات «ميسكا» و«سنغاريس» تضاعف هذه الإختلالات في حين كان من المفروض أن تقوم هذه القوات بحماية الطائفة المسلمة في مكان تواجدها ونزع أسلحة الميليشيات المسيحية كما فعلت مع ميليشيات «سيليكا» ذات الأغلبية المسلمة وليس تشجيع عمليات النزوح الجماعي إلى الدول المجاورة وما يترتب عن ذلك من مشاكل، لا تعد ولا تحصى وبعد ذلك إرساء الثقة بين جميع الأطراف من أجل مصالحة طائفية والعودة إلى التعايش والتسامح والحوار.