نوّه المترشح عبد القادر بن قرينة، بتدخل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لوقف تجاوزات حصلت على مستوى ولايتي الشلف والعاصمة، مشيرا أن الجزائر بحاجة إلى تغيير جذري للتصدي للمخاطر التي تهدد الأمن القومي للبلاد، مؤكدا أنه يهدف إلى تأسيس دولة قوية تسودها الشفافية في التسيير واستقلالية القضاء وإعلام حر.
اعتبر بن قرينه في تجمعات شعبية، أمس وأول أمس، بكل من الشلف وعين الدفلى والعلمة، أن تدخل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات جاء بعدما تناهى إلى علمه أن هناك دعما لمترشح بطريقة غير قانونية على مستوى ولايتي الشلف والجزائر العاصمة، مؤكدا أن العصابة مازالت متغلغة في مؤسسات الدولة وتشتغل بقوة لإجهاض الانتخابات ومنح صفقات مشبوهة للأجانب.
وذكر بن قرينة أن الجزائر الجديدة لا تحتمل ولا تقبل تحت أي ضغط التلاعب بأصوات الشعب، الذي بلغ وعيا كبيرا بعدما أسقط العصابة ورموز عبد العزيز بوتفليقة والفساد المالي، ولم يكن ليتحقق ذلك لولا التحام الجيش معه ومرافقة مطالبه، مؤكدا أن حدوث تزوير في رئاسيات 12 ديسمبر المقبل سيجعل الشعب ينتفض من جديد، مشيرا أن هذا الأخير لا يقبل أن تمارس الوصاية عليه إلا عن طريق انتخابات نزيهة وشفافة، فالشعب يريد تمثيلا حقيقيا وحرية في اختيار رئيسه وممثليه، عندها ـ كمال قال ـ ستتجسد الجزائر الجديدة التي طمح لها المتظاهرون خلال الحراك الشعبي.
وقال الطامح للوصول إلى كرسي المرادية، إنه يهدف إلى تأسيس دولة قوية تكون تحت رقابة الشعب تسودها الشفافية في التسيير واستقلالية القضاء وإعلام حر، مؤكدا أنه سيقضي على الابتزاز الذي تتعرض له المؤسسات الإعلامية عن طريق الإشهار، ولن تُغلق أي قناة في عهده، كما سينهي «كابوس» عدم اعتماد القنوات التلفزيونية الخاصة.
وانتقد بن قرينة الاعتماد على الريع البترولي الذي حطم الاقتصاد الوطني وأدى إلى انهيار الدينار وأفقد آمال الشعب الجزائري في العيش الكريم، كاشفا أنه يملك الوسائل والأدوات ويعتمد على برنامج انتخابي سيعيد الأمل للجزائريين، معتبرا أن المسؤولين كانوا يكذبون على الجزائريين طيلة 57 سنة باسم الوطنية، متسائلا هل الوطنية هي سرقة أموال الشعب ونهبه وممارسة الاستبداد عليه؟.
وأشار بن قرينة أنه يدرك أن الجزائر تعيش ظروفا اقتصادية صعبة ومؤشر ميزان المدفوعات سلبي، ومقبلة على نفاذ احتياطات الصرف، مؤكدا أن برنامجه الانتخابي قادر على حل معضلات البلاد، فالجزائر ـ حسبه ـ بحاجة إلى تغيير جذري للتصدي للمخاطر التي تهدد الأمن القومي للبلاد.
وفي مجال التربية، ألح على ضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية، موضحا أنه سينظر في هذه القضية في حال انتخابه رئيسا للجمهورية وسيوفر كل الوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل تحصيل دراسي ناجع وتفادي ثقل محفظة التلاميذ، متأسفا لمعاناة أكثر من ألف تلميذ من غياب التدفئة بالمدارس في درجة تصل في بعض الأحيان إلى أقل من 0 درجة.
وبعد الإشادة بالشهيدة حسيبة بن بوعلي والبطل الأولمبي نور الدين مرسلي، اعتبر بن قرينة أن ولاية الشلف بإمكانها أن تصبح قطبا فلاحيا وسياحيا لما تزخر به من إمكانيات في هذا المجال.
للإشارة، قام بن قرينة بعد تجمعه الشعبي بمدينة عين الدفلى بمسيرة رفقة مسانديه تجاوزت النصف ساعة، حيث جاب أهم شوارعها دون حصول مضايقات، دعا فيها المواطنين إلى الإقبال بقوة على صناديق الاقتراع يوم 12 ديسمبر المقبل.
كما أشاد بن قرينة ببيان وزارة الشؤون الخارجية الذي صدر، أول أمس، وبمستوى الخطاب الذي تضمنه، ردا على مناقشة البرلمان الأوروبي للوضع في الجزائر، مجددا رفضه لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد، داعيا البرلمان الأوروبي إلى الاهتمام بمشاكل شعوبه وطلب إطلاق سراح مناضلي السترات الصفراء في فرنسا قبل الحديث عن الجزائر.