طباعة هذه الصفحة

خاطرة

«إنه الموت»

شاعة صبرين / البليدة

إنه الموت على قيد الحياة أن تفقد لذة كل شيء و يفلت من قلبك الحب فتصبح باردا جدا، أن تبحث عن بذرة أمل تزرعها في جوفك و لا تجد، أن تغمض عينيك لتقول غدا سيكون أجمل فتتمنى ألا يكون لك غد، و كلما استنشقت مزيدا من الهواء اختنقت أكثر، أن تهرب جريا من الألم و في آخر المسار تكتشف أن طريقك دائرة مغلقة. و تضحك بصوت عال و تظن أنك بخير إلى أن يهمس لك قلبك: «أنت تموت» ، أن تكفن أمنياتك الميتة بكفن خيطته من روحك و تقيم عزاء فلا يحضر أحد سوى دموعك. وكلما بكت السماء رحت مسرعا لتقف تحتها و تحسب أن دموعها تغسلك وتسقي قلبك، لكنها لا تروي سوى الحنين الذي حاولت جاهدا قتله، أن تعزل قلبك عن العالم كي لا يتأذى أكثر، ثم تدرك أنك تجره لمعركة ضد الشوق لا مجال للتراجع عنها... و ترى كل ما بك يتحطم و ينهار و أنت عاجز عن كل شيء سوى الصراخ، فتصرخ و تصرخ لكن لا أحد يسمعك..