إفتتح المترشح الحر لرئاسيات 12 ديسمبر، عبد المجيد تبون، خطابه يوم الخميس بقاعة أحمد باي (زينيت) بقسنطينة بمغازلة سكانها والإشادة بحضارة هذه الولاية الضاربة في أعماق التاريخ وعلمائها ونضالها إبان الاحتلال الفرنسي، حيث كانت معقل الحركة الوطنية والجهاد، معربا عن افتخاره بوجوده بمدينة العلم والعلماء، والتي تعود على زيارتها أسبوعيا عندما كانت تحضر لفعاليات الثقافة العربية.
التزم تبون بتسليم المشعل للشباب، وفتح أمامهم أبواب المشاركة في الحياة السياسية، الانتخابية، الاقتصادية، والاجتماعية لبناء جزائر ديمقراطية تكون فيها عدالة اجتماعية لكل أبنائها دون أي إقصاء لطرف على آخر، وحسبه فإن البداية تكون من تعديل الدستور الذي لم يقدر على تسيير الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد نظرا لوجود فراغ في مواده لتسيير الأزمات، ويشارك في تعديله خبراء القانون الدستوري، المجتمع، الطلبة والشباب.
وتعهد بفصل المال عن السياسة وحماية الإنتخابات من المال الفاسد، بوضع قوانين رادعة وتجريم كل من يسعى لتلطيخ الإنتخابات، ومساعدة الشباب للوصول إلى مناصب قيادية قائلا: «دفعت الثمن عندما تحدثت عن فصل المال عن السياسة، حيث كانت تشترى المقاعد في البلديات والمجالس الولائية، كيف يأتي التغيير والمال مسيطر على السياسة».
وأكد المترشح الحر أن كل القطاعات مؤهلة للتشريح والعلاج وعلى رأسها الصحة الوقائية، وحسبه فإنه لابد من إعادة القطار إلى سكته بصفة عاجلة، مشيرا إلى أن قسنطينة تفتقد لمستشفى جامعــــي بـ400 سرير، هذا الأخير كان مبرمجا لكنه جمد، ما عدا المستشفى العسكري الذي في المستوى.
وقال أيضا إنه مدرك لمأساة الشباب وكل الفئات وينبغي تصحيح الأوضاع فيما يخص قطاعات الفلاحة بتوسيع المساحات المسقية لتقليص الإستيراد، وإرساء صناعة حقيقية، لخلق مناصب الشغل للشباب، حيث أن نسبة البطالة في أوساط الذكور بلغت 27 بالمائة وفاقت 38 بالمائة لدى الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 16 و24 سنة.
وأوضح تبون أن لديه 54 إلتزاما تيمنا بنوفمبر 1954، وسيلتزم بإصلاح كل القطاعات المنكوبة، قائلا إن الحلول موجودة وإن تمت تزكيته من طرف الشعب في السنة الثانية سيشعر المواطن بالتغيير وندخل في ديمقراطية حقيقية وتلبى طلبات الحراك لخلق مجتمع مدني منظم، وحسبه فإنه في الظرف الحالي يجب إنقاذ الجزائر بالتوجه لصناديق الإقتراع لإرجاع الشرعية، وتفادي الوقوع في المرحلة الإنتقالية التي عشناها في التسعينيات.
وأشاد المترشح الحر بما جاء به الحراك الذي ألغى العهدة الخامسة، ورفض تمديد العهدة الرابعة وطالــــــب بذهـــــاب الوجوه المعروفــــــة بالفســـــاد قائلا: «الحراك المبارك أوقف مهزلة العهدة الخامسة لندخل في جزائر جديدة»، واستطرد كيف نقول إننا مع الحراك ونرفض الإنتخابات ونطالب بالتعيينات، هذه الأخيرة هي مرحلة غير ديمقراطية.
وانتقد تبون بشدة الهجمة الشرسة التي طالته من بعض وسائل الإعلام غير المهنية لتشويه صورته والتشويش على حملته الإنتخابية، قائلا إنه منذ يومين قامت زوبعة في فنجان نيتها سيئة جدا لضرب شرفاء الوطن، وعرقلة مسير الوطن نحو الإنتخابات لإنقاذه مما يتربص به، مضيفا أن النزيه يبقى نزيها ويشهد الشعب والله على نزاهته، والفاسد والمتآمر والفاسق يبقى كذلك ولو لبس ثوبا أبيض، لهم الذباب ولنا الشعب على حد تعبيره.
وقال أيضا إن الشعب له إمكانيات للقضاء على هذا الذباب، مشيرا إلى أنه جاء لقسنطينة لشرح برنامجه لمحاولة إنقاذ الوطن من المأساة التي يعيشها وإصلاح ما يجب إصلاحه، ويأخذ بعين الإعتبار كل المعطيات الحالية في الميدان السياسي، الإقتصادي، الإجتماعي والتربوي وغيرها.