أعرب رئيس الاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة «محمد حشفة» عن رضاه التام عن النتائج المسجلة في البطولة العالمية لألعاب القوى لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، معتبرا إياها مشاركة إيجابية من حيث عدد الميداليات المتحصل عليها، وذلك نظرا للمستوى العالي الذي ظهر به الرياضيون المشاركون في المنافسة، كما أكد بأنه كان ينتظر الكثير من بعض العناصر التي تعثرت وكانت قادرة على جلب نتائج أفضل نظرا لعدة عوامل.
المسؤول الأول على رأس الاتحادية الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة، أكد بأن مستوى المنافسة ارتفع كثيرا هذه المرة مقارنة بالبطولة العالمية السابقة لألعاب القوى، معللا بعودة المنتخب الروسي إلى التنافس بعد انقضاء آجال الإقصاء الذي كان يعاني منه والذي دام لسنتين كاملتين، كما كشف بأن المنتخب البرازيلي وعلى غير العادة شارك في كل الفئات والاختصاصات محققا مشاركة قياسية وضخمة لعناصره، وهو ما رفع التنافس بين الرياضيين، وقال بهذا الشأن «عندما ترى عودة روسيا ومشاركة البرازيل القوية دون نسيان البلدان الأخرى التي تملك تقاليد عريقة في ألعاب القوى، وعندما نقارن أنفسنا بهذه المنتخبات، نعتبر النتائج المحققة جيدة».
وبخصوص تراجع عدد الميداليات الذهبية التي تقلصت من 9 ميداليات كاملة إلى ذهبيتين، أكد بأن هناك عدد من العوامل الذي ساهم في تراجع في عدد الميداليات، وتحدث قائلا «البطولات العالمية التي تسبق الألعاب الشبه أولمبية تعرف مشاركة قياسية من الرياضيين، حيث تكون محطة تحضيرية هامة للمشاركة في الأولمبياد، ويقيس فيها كل المشاركين مستواهم مقارنة بأبرز منافسيهم، وذلك عكس البطولة العالمية التي تأتي بعد الألعاب الشبه أولمبية والتي لا تعرف مشاركة قوية»، وأضاف «أفضل مقارنة نتائج هذه الألعاب بنتائج البطولة العالمية 2015 التي جاءت في نفس التوقيت الحالي، والألعاب الحالية نقارنها بالألعاب التي تأتي بعد ألعاب طوكيو 2020».
لم تخيبنا العناصر الشابة في البطولة العالمية
«حشفة» أكد بأن العامل الثاني لتراجع الميداليات الذهبية في هذه المنافسة يعود كذلك لعامل التشبيب الذي طرأ على تعداد المنتخب الوطني، موضحا بأن المديرية الفنية جلبت عناصر جديدة لم تخيّب خلال العرس العالمي التي شاركت فيه الجزائر، حيث أظهرت تلك العناصر الشابة علو كعبها على غرار العداء «وليد فرحاح» الذي تمكن من خطف الميدالية الفضية، كما أن هناك الشاب الواعد من ولاية باتنة العداء «محمد نجيب عمشي»، بالإضافة إلى «سيد علي بوزورين» كلهم شاركوا لأول مرة في منافسة البطولة العالمية وتمكنوا من التألق وجلب الميداليات، مؤكدا بأن معدل عمرهم لا يتعدى 25 سنة، وقال «تأكدنا خلال البطولة العالمية الأخيرة لألعاب القوى بمدينة دبي الإماراتية بأننا نملك الخلف في المنتخب الوطني وهذا هو هدفنا الرئيسي».
هذا وأكد ذات المتحدث بأن هناك الكثير من القوانين تغيرت وجعلت بعض الرياضيين متخوفين حتى قبل دخول المنافسة بعد مشاهدة رياضيين كبار يقصون منذ بداية المنافسة، وهو ما جعلهم يلعبون بنوع من الخوف، وقال بهذا الشأن «في اختصاصات الرمي الرياضيين كان مسموحا لهم في السابق رفع أنفسهم بعض الشيء فوق الكرسي كي يساعدوا أنفسهم على القيام برميات جيدة وطويلة، لكن خلال هذه المنافسة القوانين تغيرت والحكام لم يتسامحوا مع أي رياضي منذ انطلاق الدورة، وباتوا ممنوعين من التحرّك نحو الأعلى الذي سيكون عنوانا للإقصاء»، «حشفة» أوضح بأن الصعوبات التي تلقاها الرياضيون الجزائريون خلال البطولة العالمية الأخيرة بـ «دبي» الإماراتية جراء القوانين الجديدة، ستكون مفيدة بالنسبة إليهم خصوصا قبل منافسة الألعاب شبه أولمبية وهو ما سيساعدهم على التأقلم مع القوانين الجديدة قبل انطلاق الألعاب شبه أولمبية.
حظوظ التأهل لبقية الرياضيين قائمة إلى غاية أفريل 2020
من جانبه الأمين العام للاتحادية «مولود دبيان» كشف بأن هناك عامل آخر لتراجع نتائج المنتخب الوطني لألعاب القوى يتعلق الأمر بكون المنافسة العالمية مؤهلة للألعاب الشبه أولمبية بطوكيو، وهو ما جعل من هذه المنافسة صعبة للغاية، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال «كل رياضي جزائري ندفع ما قيمته ألفي يورو كثمن لمشاركته في الألعاب، وخلال 2017 المنتخبات العالمية لا تودّ تضييع الكثير من الأموال، لأن البطولة العالمية غير مؤهلة للأولمبياد ويكون رياضيوها حديثي المشاركة في أكبر منافسة رياضية في العالم، لكن عندما تكون المنافسة تأهيلية كل البلدان تشارك وهو ما يرفع المستوى ويصعبّه أكثر على رياضيينا، وهو ما حدث هذه السنة»، وأضاف «كل العدائين الذين تغلبوا على رياضيينا هم عدائين روس من العائدين إلى المنافسة على غرار «كمال مجنة» في رمي الجلة و»بقة»، وإذا أخذنا بعين الاعتبار كل المعايير المقدمة الآن، يمكن اعتبار المشاركة الجزائرية أكثر من مشرفة».
المدير الفني الوطني الأسبق كشف بأن 12 عداء تمكنوا من حجز مكانهم في الألعاب الشبه أولمبية بطوكيو 2020، في رياضة ألعاب القوى في انتظار الرياضات الأخرى، موضحا بأن حظوظ التأهل لبقية الرياضيين قائمة إلى غاية أفريل 2020 التي تنتظرهم دورات تأهيلية كثيرة لضمان الحدّ الأدنى.
في نفس السياق، كشف رئيس الاتحادية بأن نظام التأهل تغير كثيرا وأنه على العدائين الذين ضمنوا تأهلهم حاليا مواصلة المشاركة في كل الملتقيات والدورات الدولية ليحافظوا على عدد النقاط في التصنيف الدولي الذي يسمح لهم بالمشاركة في طوكيو.
وكشف رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، بأنه رغم مرور بعض العناصر الوطنية جانبا في البطولة العالمية، إلا أن كل المجموعة تفكّر حاليا في الألعاب شبه أولمبية بطوكيو، كون العودة بميدالية أولمبية السنة المقبلة إلى الجزائر سيكون له وزن أكبر من الحصول على لقب عالمي، نظرا لقيمة المنافسة ما رفع معنويات الجميع الذين أكدوا بأنهم سيرفعون التحدي طيلة السنة للظهور بوجه أفضل والعمل على رفع الراية الوطنية عاليا.
بخصوص البرنامج التحضيري لرياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة تحضيرا لألعاب طوكيو، تحدث المسؤول الأول على رأس الاتحادية قائلا، «سنقوم باجتماع تقني مع كل المدربين، سنسطر من خلاله برنامجا تحضيريا لكل المنتخبات الوطنية والذي سيكون على مراحل، وهذه الأخيرة هي المشاركات في مختلف الملتقيات الدولية»، وعلّل قائلا «العداء «برحال» ومدربه يحبذان دائما المشاركة في ملتقى سويسرا الذي يشارك فيه كل العدائين على الكراسي الذين ينافسونه قائما على الألقاب الدولية، أمر مهم بالنسبة له المشاركة في تلك المنافسة لأنه سيقيم مستواه هناك، وعلى ضوء ذلك سيسطر برنامجه التحضيري من الأسبوع المقبل إلى غاية ملتقى سويسرا والذي سيتخلله عدة تربصات، وكل مدرب سيقوم بنفس الشيء».