طباعة هذه الصفحة

بالتوازي مع دعوة الصين إلى ضبط النفس

موسكو تأمل عدم إشتعال حرب باردة جرّاء الأزمة الأوكرانية

أمين بلعمري

تلقي الأزمة الأوكرانية بظلالها على العلاقات الروسية ـ الأمريكية، خاصة حول مستقبل القرم الذي قد يجرى حوله إستفتاء، منتصف مارس الجاري، في إمكانية إنضمامه إلى روسيا. الخطوة التي وصفها الأمين العام الأممي بالخطيرة.

من جهته، وردا على التحركات الأوروبية والأمريكية حول الأزمة، حذّر رئيس الدبلوماسية الروسية نظيره الأمريكي من مغبّة إتخاذ خطوات متسرّعة حول الوضع الأوكراني قد يضرّ بالعلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة إذا حاولت الأخيرة فرض عقوبات على روسيا، لأن ذلك ـ حسب الخارجية الروسية ـ ستكون له آثار مماثلة على الولايات المتحدة.
وفي سياق ذي صلة، دعت الخارجية الروسية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى إدانة لجوء المتظاهرين إلى العنف في العاصمة الأوكرانية كييف، واعتبار الانقلاب في أوكرانيا غير شرعي.
وقد اتهمت الخارجية الروسية أعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوربا وهيئاتها التنفيذية بالتعامل بازدواجية فيمايتعلق بالقرم، داعية المنظمة إلى عدم الانحياز والعمل على تنفيذ إتفاق ٢١ فبراير ٢٠١٤ بين المعارضة والرئيس يانوكوفيتش.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الكرملين لا علاقة له بقرار برلمان القرم المتعلق بإجراء إستفتاء للانضمام للفيدرالية الروسية، مؤكدا أن المبادرة جاءت من الإقليم وأن الكرميلين يأمل في عدم نشوء حرب باردة بين روسيا والغرب، موضحا في هذا الإطار أن الجانبين لايزالان قادران على إيجاد نقاط توافقية.
وفي هذا الاتجاه، أعرب وزير الخارجية الروسي، أمس، عن استعداد بلاده لإجراء حوار نديّ ونزيه مع الشركاء الغربيين حول أوكرانيا رافضا تقديم روسيا على أنها طرف في الأزمة الأوكرانية.
في الأثناء دعت الصين، أمس، إلى الهدوء وضبط النفس إزاء ما يحصل في أوكرانيا، داعية إلى إيجاد حل سياسي تفاوضي لهذه الأزمة، ودعا رئيس الدبلوماسية الصينية إلى أخذ مصالح كل الأطراف في الحسبان، وتغليب مصلحة السلام والإستقرار الإقليميين.
الأكيد أن الأزمة الأوكرانية، سترسم معالم جديدة على الصعيد الجيواستراتيجي تحدد العلاقات بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة أو الدول الغربية بشكل عام، ويبدو أن لا أحد من الطرفين يريد رمي المنشفة في حلبة أوكرانيا.