عزّز المنتخب الوطني صدارته للمجموعة الثامنة برصيد 6 نقاط من جولتين بعدما تمكّن سهرة الاثنين من العودة بفوز ثمين وصعب ضد المنتخب البوتسواني لحساب الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2021، المزمع إقامتها بالكاميرون، وبذلك أنهى الخضر سنة 2019 دون هزيمة، محققين بذلك أفضل سنة في مسيرة المنتخب الوطني لكل الأوقات، محققين فوزهم الثالث على التوالي ورافعين رصيدهم إلى 18 مباراة متتالية دون تذوق طعم الخسارة.
حافظ المنتخب الوطني لكرة القدم على هيبته أمام منتخب بوتسوانا بعدما تمكّن من الفوز بهدف يتيم بصعوبة بالغة، بعدما قابل منتخبا رفض اللعب وقبع في الدفاع معتمدا طيلة التسعين دقيقة على الاندفاع البدني والخشونة في التدخلات التي كادت تعرض أكثر من لاعب إلى إصابات بليغة خلال أطوار اللقاء، أبرزهم الظهير الأيمن «يوسف عطال» وقائد الفريق في معركة غابارون «سفيان فيغولي» الذين تفادوا إصابات بليغة، ورغم ذلك فإن الحكم تغاضى عن الكثير من الأخطاء ومنح بطاقة حمراء وحيدة جاءت متأخرة، وإلا لكانت النتيجة النهائية مغايرة تماما، نظرا للفارق الشاسع بين المنتخبين في المستوى ونوعية التعداد.
المنتخب الوطني على غير العادة دخل مباراة بوتسوانا بخطة مغايرة تماما لما عوّدنا عليه منذ توليه قيادة العارضة الفنية للخضر، حيث لعب بخطة (4 – 4 – 2) التي أنهى بها العشرين دقيقة الأخيرة للخضر في لقاء الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2021 ضد المنتخب الزامبي، وطبق ما قاله في الندوة الصحفية
التي أعقبت مواجهة زامبيا بملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، حين أكد بأن حالة ملعب غابارون غير صالحة لإقامة مباراة في كرة القدم، وأنه سيضع خطة ملائمة للمنافس والميدان للإطاحة به في ميدانه وهو ما حدث.
«بلماضي» أبقى على تشكيلته المثالية التي تمكّنت من التتويج باللقب القاري شهر جويلية المنصرم، وقام بتغييرين اثنين مقارنة بلقاء الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لـ «كان» الكاميرون، أين زجّ بالمهاجم المتعدّد المناصب لاعب مونبولييه الفرنسي «أندي ديلور» لثاني مرة كأساسي والسابعة منذ تقمّصه للألوان الوطنية، مكان «رياض محرز» المسرح من المنتخب بموافقة الطاقم الفني بعد لقاء زامبيا، كما قام بتعويض رأس الحربة «بغداد بونجاح» بثاني أفضل هداف في تاريخ المنتخب «إسلام سليماني»، لكنها الخطة التي لم يتمكن من خلالها رفقاء الدبابة «عدلان قديورة» من فرض منطقهم وطريقة لعبهم التي تعتمد على وضع الكرة وتنظيم اللعب والذهاب نحو المرمى بلعب مباشر، كما أن المنافس رفض اللعب طيلة أطوار اللقاء وظهر بخشونة زائدة في طريقة التدخل على اللاعبين التي اشتكى منها كثيرا الناخب الوطني بعد نهاية المباراة واعتبرها منافية لأخلاق اللعبة، إلى أن جاء الفرج من القدم اليمنى الساحرة للمايسترو «بلايلي» الذي سجل هدفه الثاني على التوالي
والخامس بألوان المنتخب، من ركنية مباشرة مسجلا بذلك أحد أجمل أهدافه مع المنتخب وخلال مسيرته الكروية، ومؤكدا مرة أخرى بأنه قطعة أساسية ولا يمكن الاستغناء عنه في مخططات «بلماضي»، خصوصا أنه بات يفكّ شفرة المنافسين ويقدم الكثير من الحلول لزملائه بتقدميه لتمريرات حاسمة وجلبه الأخطاء وضربات الجزاء.
الناخب الوطني وبعدما شاهد قسوة التدخلات ومحاولة أصحاب الديار الرد بهجمات مرتدة فضل العودة إلى خطته المعهودة (4 – 1 – 4 – 1) من أجل تأمين النتيجة، وهو ما نجح فيه رفقاء صخرة الدفاع «بلعمري» الذي حرموا المنافس من الاقتراب من منطقة العمليات، وأنهوا المباراة بفوز جديد سمح لهم من خطف الصدارة بـ 6 نقاط وبزائد 6 أهداف بعدما بلغوا شباك منافسيهم في ست مناسبات ولم تتلق شباك «مبولحي» أي هدف لثالث مباراة على التوالي.
من جهة أخرى، تأكد الجميع من قيمة ووزن قائد الخضر «رياض محرز» الذي تأثر مردود المنتخب في ظل غيابه عن هذا اللقاء، حيث ترك فراغا رهيبا على الرواق الأيمن وهو الأمر الذي زاد من متاعب أشبال الناخب الوطني «جمال بلماضي» في لقاء بوتسوانا الذي توفرت فيه كل الأشياء لعدم إقامة مباراة في كرة القدم.