رافع مرشح رئاسيات 12 ديسمبر علي بن فليس، من أقصى غرب البلاد، جوهرة الغرب تلمسان ،أول محطة في أجندة حملته الانتخابية على اهمية اجراء الانتخابات في وقتها التي وإن لم تكن مثالية على حد تصوره، إلا انها ستكون مقبولة في الوقت الحالي ،في خضم الظروف التي تعيش على وقعها الجزائر من اجل حكم ديمقراطي وفق دستور جديد و حوكمة يخرج رئيسها من اغلبية البرلمان او توافق بين الاحزاب.
بعيدا عن الخطابات الشعبوية والوعود الوهمية ولغة الخشب ،ركز بن فليس في اول لقاء جمعه وجها لوجه مع المواطنين بقاعة عبد القادر علولة ، على المجال السياسي، كحل انسب في الوقت الراهن لاستقطاب الوعاء الانتخابي وإقناع المواطنين بضرورة الذهاب الى صناديق الاقتراع ،من اجل انقاذ الوطن الذي قال انه في خطر وبناء دولة من جديد ، كاشفا عن اهم الحلول التي يراها الانسب في ذلك ،على غرار ، تنظيم حوار شامل وتجسيد حكومة تفتح وطني ، وكتابة دستور بقوانين جديدة.
و اختار بن فليس الانطلاق من مدينة الفن والتاريخ، على اعتبار انها احب المناطق اليه لأسباب عديدة ذكر منها ما تعلق بالجزء التاريخي وما تمثله في تاريخ الجزائر العميق ، ومهد العديد من العلماء ومنبت رجال ونساء أعطوا للوطن ارواحهم ودماءهم على غرار الشهيد البطل ، لطفي مذكرا بمقولته التي قالها الى الشهيد فرحات عيسى على أن «الجزائر تبقى دائما في خطر إذ لم يقدها رجال صالحون»
ومن هذا المنطلق قال بن فليس وهو يخاطب سكان مدينة الزيانيين، إن الجزائر تعيش خطرا متعدد الابعاد والجوانب الامر الذي جعله يتخذ موقف الترشح للانتخابات حتى يكون خادما للوطن إن قبلوا بخدماته، وإن اختاره الشعب بكل حرية عبر صناديق الاقتراع التى أوصى بضرورة حراستها، يقول بن فليس :
«سأعمل جاهدا على التحليق بهذا الوطن عاليا».
واستطر يؤكد : «انا لست من الرافدين والناعمين ولا المتفرجين .. الجزائر تحترق وعلينا جميعا إطفاء نارها، الجزائر تعيش فتنة وتوجب اخمادها»،وعرج من هنا بالحديث عن موقفه الرافض للعهدة الخامسة التي كانت بمثابة المفسدة للوطن ، مؤكدا ان المفسدين ليس من حقهم ان يرثوا امجاد وابطال الجزائر .
وتطرق مترشح الرئاسيات للحديث عن لجنة الحوار التي تم تنظيمها سالفا في اطار ايجاد الحلول لاخراج الجزائر من الازمة ، حيث تم خلالها مناقشة الوضع في البلاد الذي تطرق يقول مرشح طلائع الحريات للازمة الاقتصادية والتي لن تجد مخرجا لها سوى الذهاب الى صناديق الاقتراع على امل ان تحمل معها ماهو افضل للبلاد .
العدالة كانت من بين النقاط الهامة التي تطرق اليها بن فليس، إذ وعد متتبعيه و مسانديه والوطن ككل بضمان استقلاليتها على أن يدار المسار الوظيفي لقضائها من طرف هيئة مستقلة لاتخضع لرئيس الجمهورية لكن لا تنفرد بتصورات وحدها ويكون قضاء يرضى عنه الشعب الجزائري وفق ماينص عليه القانون.
ودافع بن فليس عن الاعلام الذي توجب أن يتحرر من هيمنة الإشهار مقترحا سن قوانين لتنظيم القطاع في اطار اخلاقيات المهنة . ولم تتوقف حملته الانتخابية في يومها الاول عند ولاية اولاد سيدي بومدين حيث كانت الطائرة المتوجهة الى اقصى جنوب البلاد في انتظاره لنقله الى ولاية تمنراست للمرافعة عن برنامجه الذي حمل ثلاثية استعجالية ، خصت المجال السياسي ،الاقتصادي والاجتماعي اذ حاول استقطاب الهيئة الناخبة عبر حزمة من الاجراءات التي حملها مشروعه الانتخابي لتحسين الوضع الاجتماعي بالمنطقة .