تسلم كمال الدين شيخي، أمس، بالجزائر العاصمة، مهامه بصفته رئيسا مديرا عاما للشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، خلفا لرشيد حشيشي.
خلال ترؤسه مراسم التنصيب، هنّأ وزير الطاقة محمد عرقاب، الرئيس المدير العام الجديد بهذا المنصب، داعيا إياه للقيام بمزيد من المجهودات لتمكين سونطراك من ضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى البعيد.
وذكر في ذات السياق، بإنجازات شيخي لاسيما بخصوص مساهمته في ترقية المجال المنجمي وإشرافه على أعمال البحث التي أثمرت اكتشافات كبيرة، بالإضافة إلى تسييره لعدة مشاريع لتطوير أقطاب بترولية وغازية جديدة بكل من رقان وتيممون وأدرار. كما ثمن الوزير المجهودات التي بذلها الرئيس المدير العام الأسبق للمجمع رشيد حشيشي، للدفع بشركة سوناطراك إلى مزيد من التطور، مشيدا بمساهمته الفعالة في مجال تقديم وشرح القانون المنظم لنشاطات المحروقات الذي صادق عليه المجلس الشعبي الوطني بالأغلبية الخميس الفارط.
وقال إن الهدف الذي يرنو إليه القانون المنظم لنشاطات المحروقات يتمثل في «تشجيع الاستثمار في مجال المحروقات من قبل سوناطراك لوحدها أو بالشراكة مع شركات أجنبية التي لديها القدرة المالية والتكنولوجيات العالية، بصفة عامة وذلك بهدف تلبية احتياجات السوق الوطنية المتزايدة من الموارد البترولية». وأضاف قائلا: «إن تحديات اليوم كبيرة وهامة، يأتي في مقدمتها استغلال وتثمين مواردنا من المحروقات وتكثيف جهود الاسكتشاف بهدف تجديد احتياطاتنا الخاصة من المحروقات ومضاعفة الإإنتاج لمواجهة متطلبات النمو الكبير في الاستهلاك الوطني من الغاز الطبيعي والمنتوجات البترولية».
بدوره أكد الرئيس المدير العام الجديد كمال الدين شيخي، أن «المسؤولية المنوطة بها كبيرة وحساسة وأنه سيبذل قصارى جهده لكي يقوم بواجبه على أكمل وجه».
الإسراع في التحويل المحلي للموارد الطاقوية
أكد الرئيس المدير العام الجديد لسوناطراك، كمال الدين شيخي، أمس، بالجزائر العاصمة على ضرورة الاسراع في الوصول الى التحويل المحلي للموارد الطاقوية لتلبية الاحتياجات الوطنية والحد من الاستيراد. وبمناسبة تسلمه منصب رئيس مدير عام الشركة الوطنية للمحروقات، سوناطراك، أفاد شيخي بأن القدرة على تحويل الموارد الطاقوية الى مواد بتروكيماوية سيسمح «للجزائر الحد من استيراد هذه المواد وبالتالي توفير العملة الصعب، إلى جانب خلق نسيج صناعي متطور عن طريق إنشاء عديد المؤسسات المتوسطة والصغيرة».
وأضاف شيخي خلال مراسم تنصيبه، بحضور وزير الطاقة محمد عرقاب، ان إنشاء هذه المؤسسات سيساهم، بدون شك، في خلق مناصب عمل جديدة ودائمة، مؤكدا على ضرورة «تحسين أداء الشركة في تجسيد وتطوير مشاريعها، لا سيما تطوير الحقول المكتشفة وذلك للحافظ على مستواها الإنتاجي على المدى المتوسط».
واستطرد، أن تحسين هذا الأداء سينصب على الاحترام الصارم لآجال وتكاليف الإنجاز دون الإخلال بمعايير الجودة والسلامة، مضيفا أنه «سيعمل جاهدا بمعية جميع الإطارات والفنيين من اجل رفع هذا التحدي لإنجاز وتجسيد جميع المشاريع المسطرة في مخطط تطوير الشركة».
واعتبر شيخي ان مهمة سوناطراك الأساسية هي توفير احتياجات السوق الوطنية من المواد الطاقوية اللازمة والمساهمة في التطور الاقتصادي والاجتماعي للبلاد عن طريق توفير العملة الصعبة الضرورية.
وقال شيخي في هذا السياق: «إن مسؤوليتنا كبيرة وحساسة وترتكز أساسا على تجديد احتياطاتنا من البترول والغاز الطبيعي التي تعرف تراجعا من سنة لأخرى منذ أكثر من عشر سنوات».
كما أبرز أن الجهود يجب ان «تنصب على عمليات البحث والاستكشاف وكذا عمليات إعادة تقييم ومراجعة احتياطي الشركة المؤكد من اجل تعويض ما استهلك لحد اليوم والرفع من حجم هذه الاحتياطات لتمكن من ضمان الأمن الطاقوي للجزائر على المدى البعيد».
وأضاف: «إن جهودنا سوف نوجهها كذلك نحو الاستغلال الأمثل لقدراتنا الإنتاجية الحالية لتلبية الاحتياجات الوطنية المتزايدة والحفاظ على أسواقنا التقليدية دوليا، خاصة فيما يتعلق بالغاز الطبيعي. هذه الجهود ستكون مدعومة بكل تأكيد بعمل متواصل لخفض تكاليف الإنتاج والاستغلال التي تعرف حاليا ارتفاعا ملحوظا لا يتناسب مع المعايير الدولية الراهنة».
ديناميكية جديدة قصد تحقيق الأهداف المسطرة
من جهة أخرى، أكد شيخي أن التحديات الحالية والرهانات المستقبلية التي يواجهها قطاع المحروقات في الجزائر «ليست بالمستحيلة ولا هي بالتعجيزية إذا تحالفت جهود الإطارات والعمال، من اجل غاية واحدة ووحيدة ألا وهي مصلحة الشركة والبلاد». وقد توجه في ذات السياق إلى جميع الإطارات والعمال من أجل التجند بهدف بعث ديناميكية جديدة قصد تحقيق الأهداف المسطرة في إطار الاستراتيجية المعتمدة من طرف الهيئات الاجتماعية للشركة الوطنية.
واعتبر أن الاطارات والعمال هم حجر الزاوية لهذه الشركة الوطنية والركيزة الأساسية لتطويرها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مضيفا أنه «سيولي اهتماما خاصا للعنصر البشري في الشركة بالاعتماد على عنصر الكفاءة والتميز».
ولرفع هذه التحديات سيتم الاعتماد - بحسب ذات المسؤول - على «الرصيد التاريخي في مجال الشراكة المربحة، التي حققت من خلالها سوناطراك نتائج إيجابية في نشاطات المنبع والمصب»، مضيفا انه سيتم «العمل بكل تفان على تطوير هذه الشراكة وتنويعها من اجل المساهمة الفعالة في تجديد الاحتياطات البترولية والغازية وكذا من اجل المساهمة في تنويع وتطوير المشاريع خاصة في مجال الصناعة التحويلية والدراسات الهندسية والخدمات ذات البعد التكنولوجي».