تواصلت المسيرات الشعبية السلمية للجمعة ال39 على التوالي بالجزائر العاصمة وبعدد من ولايات الوطن, جدد من خلالها المتظاهرون تمسكهم بالتغيير وبرحيل جميع رموز النظام السابق .
ومثلما جرت عليه العادة, تجمع عدد من المتظاهرين منذ الصبيحة بالشوارع المحاذية للبريد المركزي للتعبير عن مطالبهم التي دأبوا على رفعها منذ بداية الحراك السلمي في 22 فبراير الماضي.
كما شهدت شوارع أخرى, على غرار العقيد عميروش, ساحة موريس أودان وديدوش مراد, مسيرات مماثلة رفع فيها المتظاهرون شعارات ركزت في مجملها على مطالب تنادي برحيل رموز النظام السابق كشرط لتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة تفضي الى تكريس دولة الحق والقانون.
ومن جهة اخرى, شهدت مسيرة الجمعة ال39 , التي جرت وسط أجواء باردة وممطرة, حضورا مميزا للراية الوطنية وسط المتظاهرين الذين رددوا الاناشيد الممجدة للتاريخ الوطني وللثورة التحريرية رافعين صورا لصانعيها وأبطالها.
وعلاوة على هذه المطالب, جدد المشاركون في المسيرات تمسكهم بضرورة تطهير البلاد من الفساد والضالعين فيه واسترجاع الاموال المنهوبة, كما رددوا شعارات معتادة تصب في اطار تكريس وحدة وتلاحم الشعب الجزائري والتمسك برفض محاولات التدخل الاجنبي في الشأن الداخلي للجزائر, ناهيك عن التأكيد على الطابع السلمي للمسيرات الشعبية.
وفضلا عن الحراك السلمي بالعاصمة, خرج مواطنون بعدد من المدن بوسط وشرق وجنوب وغرب البلاد, جددوا بدورهم مطالبهم التي دأبوا على رفعها, والتي تصب في مجملها على إحداث التغيير.
فبشرق البلاد, جدد المتظاهرون في بعض المدن على غرار مدن قسنطينة, جيجل, سكيكدة وعنابة, الشعارات المنادية باستقلالية العدالة وبتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور بغية تكريس سيادة الشعب.
وبوسط البلاد, جابت المسيرات السلمية مدن البليدة, الشلف, المدية, الجلفة, تيبازة وتيزي وزو, حيث طالب المشاركون فيها بضرورة توفير الشروط اللازمة لضمان إجراء انتخابات رئاسية في كنف النزاهة والشفافية كخطوة لإرساء دولة الحق والقانون.
من جهتهم, طالب المشاركون في المسيرات ببعض مدن غرب الوطن, لاسيما بسعيدة, سيدي بلعباس وتلمسان بشفافية ونزاهة الانتخابات, مبدين تمسكهم بالوحدة الوطنية وبطموحهم في بناء جزائر جديدة ترتكز على احترام الارادة الشعبية.
ولم تختلف المسيرات بجنوب الوطن عن مثيلاتها التي جرت بمختلف جهات الوطن, حيث طالب المشاركون فيها بالتغيير وبرحيل جميع رموز النظام السابق.
وقد جاءت مسيرات هذه الجمعة عشية الحملة الانتخابية لرئاسيات ال12 ديسمبر التي ستنطلق بعد غد الأحد بمشاركة خمسة مترشحين. ويتعلق الامر بكل من رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد, مرشح حزب طلائع الحريات علي بن فليس, رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة, الوزير الاول الأسبق عبد المجيد تبون والأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي.
وفي هذا الشأن, يستعد المترشحون لتنشيط الحملة الانتخابية, حيث شرعوا منذ أيام في الكشف عن المحاور الكبرى لبرامجهم الانتخابية التي سيعرضونها امام الشعب الجزائري في التجمعات الشعبية التي سينشطونها بمختلف ولايات الوطن.