إحتفلت النمساء قبل سنتين بمرور ١٠٠ سنة علي إعترافها بالإسلام كديانة رسمية، لتكون بهذا أول دولة أوروبية تقوم بهذه الخطوة ـ حسب السفيرة النمساوية بالجزائر السيدة الوازيا فورغيتر ـ وأضافت أن بلادها النمسا تعتزّ بهذا الإنجاز الرائع الذي جعل من فيينا مثالا يحتذى به في التعايش بين الديانات المختلفة، وعلى سبيل المساواة بين المواطنين النمساويين ـ قالت الدبلوماسية الهادئة لدى نزولها ضيفة على «الشعب» الاثنين ـ أنه تم في النمسا إنشاء روضات أطفال عديدة مختلطة تضمّ المسلمين إلى جانب أطفال من ديانات أخرى، كما أن الدولة ـ حسب ذات المتحدثة ـ تتحمّل على عاتقها دفع رواتب مدرّسي الدين الإسلامي في المدارس العمومية، وفي ردّها عن سؤال عن الإرهاب وعن الإسلام في بلادها وفي أوربا بشكل عام، خاصة في ظل إزدهار اليمين المتطرف هناك، قالت الوازيافورغيتر أن بلادها غير معنية بالظاهرة، وأنها ـ أي النمسا ـ تحاول أن تطمئن أوربا وتهدّئ من روعها تجاه مخاوف محتملة من المسلمين الذين يبلغ عددهم في النمسا حوالي ٥٠٠ ألف مسلم. وعن الاستراتيجية الأمنية التي تعتمدها بلادها، قالت سعادة السفيرة أن النمسا تتبنى استراتيجية أمنية تقوم على الفرد من خلال انخراط الأخير في توفير الأمن العام في البلاد.
وفي ردّها عن سؤال حول الهجرة إلى أوربا، انطلاقا من الجنوب، وضمان حرية التنقل للأشخاص، قالت الدبلوماسية أن بلادها تمنح تسهيلات كبيرة لإدماج المهاجرين المتواجدين بأراضيها كمواطنين نمساويين، وأضافت ـ في شق يتعلق بالتأشيرات للجزائريين ـ أكدت السفيرة أن ٨٠٪ من طلبات التأشيرات قصيرة المدى، تلقى القبول بالقنصلية النمساوية في الجزائر، وأضافت أن هناك نقاط تسهّل على طالبي رخص العمل في النمسا وطالبي التأشيرة ومنها التحكم في اللغة الألمانية، وأضافت أنه كل من يتحكم في هذه اللغة يحصل على رخصة عمل.
على كل، إن العلاقة التي تربط المسلمين بالنمسا، تعود لعام ١٩٠٨، عندما ضمّت الإمبراطورية النمساوية ـ المجرية البوسنة والهرسك ـ ذات الغالبية المسلمة ـ و٤ سنوات بعد ذلك اعترفت بالإسلام كديانة رسمية العام ١٩١٢، أي قبل قرن وأربع سنوات. وخلال فترة الستينيات عرفت النمسا موجة هجرة واسعة نحوها من تركيا ومن دول البلقان، أغلبيتهم من المسلمين، ويعيش اليوم في هذا البلد الأوروبي الجميل حوالي ٦٠٠ ألف مسلم.
إن النمسا بلد الثقافة والتناغم الموسيقي الذي تمثله سمفونيات «موزار» إستطاع أن يكون بالمقابل، بلدا للتناغم الإجتماعي والتعايش.