تجددت الاحتجاجات، أمس الأحد، في مناطق عدة بلبنان لحمل السياسيين على التعجيل بتشكيل حكومة مستقلة تتصدى للفساد وتعالج الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت أخيرا، مما دفع العديد من اللبنانيين إلى التهافت على المؤن وسط مخاوف من تدهور أكبر للأوضاع. كانت مجموعات الحراك الشعبي قد دعت إلى المشاركة في اعتصامات، بعد ظهر أمس، تحت مسمى «أحد الإصرار» للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري تحت ضغط المظاهرات المنددة بالفساد والمنادية بإصلاحات سياسية واجتماعية، يضغط المحتجون لتشكيل حكومة من ذوي الكفاءة غير المتحزبين. لكن الاستشارات النيابية التي تسبق تسمية شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة لم تنطلق، وزاد تأخر الاستشارات من ضغط الشارع على الطبقة السياسية.
تداعيات اقتصادية
على الأرض، تبدو بوضوح تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تصاعدت حدتها جراء الاحتجاجات، ويظهر ذلك في مستويات عدة. قال مراسلون ، إن العاصمة بيروت تشهد حركة اقتصادية ضعيفة، وأوضحوا أن الأزمة باتت تثقل كاهل المواطن.
أشاروا في هذا السياق إلى النقص المسجل بالسيولة النقدية من الدولار، ولم يعد بإمكان المواطنين الحصول على الدولار -وهي عملة معتمدة في التداول بلبنان- من الصراف الآلي، في حين أنهم مطالبون بسداد بعض مدفوعاتهم من قروض وفواتير بالعملة الأمريكية. من جهتها، ذكرت مصادر اعلامية، أن العديد من اللبنانيين يتهافتون على شراء المؤن، وتحدثت عن «موجة هلع» في ظل الخشية من أن تسوء الأوضاع الاقتصادية أكثر