طباعة هذه الصفحة

مشارِكات في اليوم الدراسي يشددن على تسويق أفضل الصور للمرأة

الجزائريات اقتحمن بجدارة عَالما كان حكراً على الرجال

سارة بوسنة

اعتبرت المشاركات في اليوم الدراسي حول ‘’المرأة في وسائل الإعلام’’، أن الموضوع مثير للجدل على كل المستويات والأصعدة، سواء كان ذلك على المستوى الاجتماعي، المهني، السياسي أو الثقافي خصوصا. وركزت المداخلات على موقع المرأة في المؤسسات الإعلامية وقدرتها على التحرك والنشاط وإبراز مواهبها ومواقفها بغض النظر عن جنسها.
نظمت، أمس، وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، بالمركز الوطني لتكوين الموظفين المختصين، يوما دراسيا حول ‘’صورة المرأة الجزائرية في وسائل الإعلام’’، بحضور أعضاء المجلس الوطني للأسرة ومنتخبين وجامعيين ومختصين في الاتصال والإعلام.
وفي هذا الإطار، أكدت لعجال خديجة، المديرة العامة للأسرة وقضايا المرأة والتلاحم الاجتماعي، نيابة عن وزيرة التضامن، السيدة سعاد بن جاب الله، أن اليوم الدراسي يهدف إلى تبادل الآراء حول أحسن السبل العملية لمكافحة الصورة والنظرة النمطية للمرأة وتسويق أفضل الصور والرسائل الإعلامية الإيجابية حولها.
ودعت لعجال إلى ضرورة تطوير بعض الرسائل الإعلامية لترقية المرأة وحمايتها عن طريق التعليم والتكوين وولوجها سوق العمل بصفتها تمثل نصف التعداد السكاني في الجزائر، مشددة على وجوب الوقوف على كل الانشغالات والنقائص التي تتعلق بالمرأة وإحباط بعض «الطابوهات» التي تشوه صورتها.
من جهتها ذكرت السيدة جعفري شائعة، رئيسة المرصد الوطني لحقوق المرأة، أن المرأة متواجدة بأكثر من 50٪ في الصحافة المكتوبة وأكثر من 60٪ في السمعي البصري، غير أن تواجدها بهذا الشكل وفي هذا المجال لم يسمح لها بأن تقدم مواضيع سياسية أو اقتصادية دسمة، فالإعلام يحصر صورة المرأة في الصور المأساوية ليبين ضعفها، عكس واقع النساء اللاتي اقتحمن عالما كان حكرا على الرجال فقط وتركن بصمتهن النظيفة في جميع الميادين.
 كما شددت جعفري، على ضرورة نزع الصورة النمطية المشوهة للمرأة، لأن المرأة قادرة على أن تحكم البلاد وتسيرها وأن تكون سياسية محنكة.
من جانبها تحدثت الإعلامية نفيسة لحرش الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة ورئيسة جمعية ‘’المرأة في اتصال’’ بإسهاب، عن بداياتها الصحفية وعن واقع الإعلام الجزائري بكل ما يحمله من إيجابيات وسلبيات، مؤكدة أن الإعلامية الجزائرية أعطت المثل في التضحية لأجل المهنة، ‘’أعطينا مثلا في التساوي مع الرجل من حيث نوعية الكتابات وحب المغامرة وعدم التخوف من المخاطر، وبدورنا ساهمنا كإعلاميات في تطوير هذه المهنة وفتح الباب أمام أجيال أخرى محبة للعمل الصحفي».
وأوضحت سمية شايب، نائب مدير الاتصال الخارجي بوزارة الاتصال، أن التزام الحكومة بتجسيد الاستراتيجية الوطنية لترقية وإدماج المرأة المصادق عليها سنة 2008، المدرجة ضمن مسار إصلاحي يهدف إلى تحسين وضعية المرأة في كل المجالات بما في ذلك مجال الإعلام والاتصال، مشيرة إلى أن مصالح وزارة الاتصال من خلال برنامج عملها 2013 و2014 الخاص، تعمل على تجسيد الاستراتيجية الوطنية لتقوية قدرات المرأة، بإدراج مجموعة من النقاط المحورية ضمن برامج تكوين لتقوية قدرات المهنيين فيما يخص معالجة المادة الإعلامية والإخبارية الخاصة بالمرأة وتحسين صورة المرأة المقدمة للرأي العام بعيدا عن النمطية وأكثر مصداقية.
وبحسب الأرقام المقدمة من وزارة الاتصال، فقد بلغت نسبة العنصر النسوي في الصحافة المكتوبة (العمومية والخاصة معا) أكثر من 55%، مقابل ٦٧٫٩٤٪ إعلامية في الإذاعة الوطنية في مجال الإنتاج الإذاعي والأخبار، 76٪ منهن يشغلن منصب التأطير وفق إحصائيات أعدت في ٢٠٠٨.
أما في التلفزيون فعدد الصحافيات بلغ 425 و25 امرأة في منصب إطار سامٍ و55 امرأة صحافية إطار وامرأتين في منصب إطار مسير، منهن مسؤولات عن النشرات والحصص والبرامج.
وفي الصحافة المكتوبة العمومية توجد مديرتان على رأس صحيفتين يوميتين، بالإضافة إلى مديرات مجلات متخصصة كلها تبرز قوة الجزائريات وموقعهن في المشهد الوطني.